أخيرة، فقد تزايد الإقبال بين النساء اللواتي يقترضن لتمويل مشروعات في القطاع الزراعي والحرف اليدوية التقليدية. وأبرزت الفيدرالية الوطنية لجمعيات القروض الصغرى، بمناسبة انعقاد مجلسها الإداري يوم 14 أكتوبر، أن أكثر من 600 ألف مقترض، من أصل حوالي مليون زبون الذين حصلوا على تمويل صغير حتى أواخر 2007 كانوا من النساء. وتشير توقعات الفيدرالية إلى أن المبلغ الإجمالي الموظف تجاوز 20 مليار درهم، منه حوالي 13 مليار درهم تم استثماره بواسطة العنصر النسوي في مشاريع إنتاجية، في المناطق الريفية على وجه الخصوص. ويلاحظ أن النساء القرويات أصبحن منشغلات أكثر من الرجال بالسلفات الصغرى، وعلى الخصوص في المنطقة الممتدة من زاكورة إلى الراشيدية، وكذا المنطقة الشرقية والشمالية. وقالت عائشة معزيز وهي ربة بيت تقيم في أحد الدواوير المعزولة المتواجدة بقرب مكناس، إنها لجأت إلى القروض الصغرى لما توفره من سيولة، ذلك أنها مكنتها من اقتناء عدد محدود من الماعز، وبالتالي تربيتها والاستفادة من جبنها وحليبها وبيعها في السوق، مما خول لها مدخولا لا بأس به، وخول لها استقلالية مادية نوعا ما. واعتبرت صفية قلقوش وهي سيدة قروية بدوار بمنطقة الجديدة أنها استفادت من قرض صغير في حدود 5000 درهم، تمكنت بواسطته من اقتناء الأرانب وتربيتها. وقالت ليلى أ. المتخصصة في التطريز إنها بالفعل، دفعت ملفها لإحدى الجمعيات المتخصصة، وحصلت على القرض، لكنها في آخر لحظة تراجعت وخافت من عدم تمكنها من سداده. وكانت تعتزم اقتناء آلة للخياطة والتطريز بدل التطريز اليدوي الذي تقوم به ولا تقتصر الرغبة في التعامل مع القروض الصغرى على المقاولات القروية فحسب وإنما كل من يرغب في تعزيز دخله المادي. في الوسط الحضري، جذبت السلفات الصغرى انتباه فئات من الشابات العاطلات وشريحة عريضة من النساء أيضا، من أجل خلق مشاريع صغرى مدرة للدخل كفتح متاجر صغيرة. ويرى بشير علمي، وهو أستاذ للعلوم الاقتصادية، أن هذا النوع من التمويل، يساهم نسبيا في محاربة البطالة ومعضلة الفقر. فهو يتميز "بإطار تنظيمي متطور" وناجح على الصعيد الدولي. ويحظى بمراقبة واضحة من السلطات المعنية. ويرى طارق السجلماسي، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات القروض الصغرى، أن الأخيرة "مطالبة باستهداف 5 ملايين مستفيد، من القروض الصغرى، خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة". ويعتبر السجلماسي أن "المغرب يأتي في طليعة بلدان العالم في مجال القروض الصغرى، وهو مركز يجب الحفاظ عليه".