ذكر شاهد عيان ممن دأبوا على عبور الطريق بسوق سيدي طلحة أنه شاهد ذات يوم رجلا ذو لحية بيضاء يضع عمامة سوداء فوق رأسه , وقد خرج على التو من قبره ليتجول أمام القبور التى أنشأت فوقها سوق سيدي طلحة , وهو يتمتم ويردد دعوات غير صالحة للذين كانوا قد بنوا هذا السوق. فتقدم عنده الرجل بأدب واحترام وسأله الرجل : ياسيد... ياسيد ماذا تقول ماهذا الكلام؟ ألاترى الأمور قد تبدلت وتغيرت, ألا ترى سوق والمنازل ؟ الولي: نعم..نعم لقد تبدلت الأحوال وتغيرت بسبب بناء سوق علي وردم رفاة المسلمين حلال مباح , الرجل : ولكن السوق الان مغلق ؟ الولي : نعم ولكن لماذا لم يتم مسائلة ومحاسبة الذين قاموا ببناء السوق؟؟ لقد لهفوا نحو مليار سنتيم من المال العام , الرجل يقاطعه : ولكن من تكون أنت حتى تطالب بكل هذا ؟ وما دخلك في ذلك ؟ الولي : أنا من أولياء هذه المدينة وصلحائها , أنا هو الولي سيدي طلحة صاحب هذا الضريح_ وأشار إليه وقد عانيت الكثير الان وفيمامضى من وجود هذا السوق أمامى . فلما سمع الرجل أنه من أولياء المدينة وصلحائها ارتمى عليه ليقبل يديه وفتح عينيه وفركها جيدا فإذا به يستفيق من غفوة نوم وحلم لذيذ ليجد الوقت وسط النهار والشمس في عنان السماء وهو يقول لاحول ولاقوة إلا بالله..