يحضر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السبت في سرت شرق ليبيا، غير ان تركيا سجلت اصلا حضورا لافتا عبر خدمات انيقة يؤمنها الفيحضر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجلسة الافتتاحية للقمة العربية السبت في سرت شرق ليبيا، غير ان تركيا سجلت اصلا حضورا لافتا عبر خدمات انيقة يؤمنها الف عامل تركي لضيوف العقيد معمر القذافي. ووسط حركة اعضاء الوفود والاعلاميين وضباب سجائرهم وتوترهم احيانا وضحكاتهم احيانا اخرى، ينتشر العمال الاتراك بازيائهم البيضاء والسوداء مثل خلية نحل في كل مكان داخل مجمع قاعات واغادوغو في سرت لخدمتهم، والحرص على نظافة كل شبر من المجمع المترامي الاطراف. النظافة بادية على الارضية والطاولات والكراسي، وايضا على هندام العمال ووجوههم التي لا تكاد تفارقها الابتسامة حتى مع نهاية فترة العمل التي تستمر 15 ساعة مع فترتي استراحة قصيرة لقاء 90 دولارا يوميا تدفعها سلسلة الفنادق التركية التي توظفهم. ويقول يعقوب (27 عاما) الاتي من انتاليا والذي يعمل ضمن فريق في المركز الاعلامي "انا اسعد دائما بالخدمة، هذه مهنتي وانا احبها. لكن في بعض الاحيان لا افهم العقلية، البعض يأمرك بان تقدم له شايا او قهوة بشيء من العجرفة، انا معتاد على لفظة +من فضلك+". وتدارك، مع ملاحظته نظرة عدم رضى من توران رئيسه، "لكن كثيرين يتعاملون معنا بلطف ونحن في خدمة الجميع". واكد تورغاي (34 عاما) مسؤول المطاعم في مجمع واغادوغو والاتي من اسطنبول، "اذا شعرنا بان الجميع سعداء في الخدمة فسنكون بدورنا سعداء" مضيفا ان "معظم العاملين في خدمة ضيوف القمة من خريجي الجامعات وهم محترفون". وعن دوام العمل الطويل قال "التعب ليس مهما ونحن لا نفكر فيه، وتركيزنا كله منصب على تقديم افضل خدمة ممكنة وعلى رضى الجميع. سنرتاح وسننام لاحقا عندما نعود الى تركيا". واوضح ان فرق العمال حضرت منذ منتصف آذار/مارس الى سرت وستكون آخر من يغادرها مع انتهاء القمة العربية التي تعقد السبت والاحد. وعند احدى ردهات المجمع كان سليم يستعد لانهاء خدمته المسائية وحانت منه التفاتة الى مجموعة من الصحافيين منهمكة في العمل، وسألهم بلطف "هل تريدون شايا او قهوة"، ورد الجميع بالايجاب. وبعد دقائق جاءت فناجين القهوة مزدانة بوردتي قرنفل للصحافيتين اللتين كانتا ضمن المجموعة. واشاد احد اعضاء الوفود المشاركة بنوعية الخدمة التي يوفرها العمال الاتراك. وقال وائل نصر الدين "الخدمة ممتازة هنا وفي الفندق ومقرات الاقامة كلها". بيد ان عضو وفد آخر لم يشأ ذكر اسمه لاحظ انه "هناك مشكلة لغة، فالعمال يتحدثون التركية وبعضهم الانكليزية، حبذا لو علموهم اللغة العربية قبل مجيئهم" للخدمة في القمة العربية. وفضل المنظمون عدم كشف فاتورة خدمة ضيوف القمة. يشار الى ان ليبيا وتركيا تقيمان علاقات تجارية جيدة فقد فازت الشركات التركية في السنوات الفائتة بعقود عدة في ليبيا، لا سيما في مجالات البنى التحتية والعقارات والمحروقات بلغت قيمتها في نهاية 2009 عشرة مليارات دولار. كما يبلغ حجم التبادل الثنائي ملياري دولار سنويا. واعلن في تشرين الاول/اكتوبر الغاء العمل بنظام التاشيرة بين البلدين. واصبحت تركيا تحظى بحضور واسع في العالم العربي خصوصا مع مواقف رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان اثر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة شتاء 2008. كما تحظى المسلسلات التركية المدبلجة الى العربية بمتابعة واسعة في البلدان العربية، واصبح الكثير من العرب يستخدون موسيقاها التصويرية لنغمات هواتفهم النقالة.