فجرت تصريحات الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي، والتي كشف خلالها عن تفاصيل اغتيال محمود المبحوح القيادي البارز في "كتائب القسام" ..فجرت تصريحات الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي، والتي كشف خلالها عن تفاصيل اغتيال محمود المبحوح القيادي البارز في "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس في دولة الإمارات في العشرين من الشهر الماضي، بركانا من الغضب بين حركتي حماس وفتح في أعقاب تبادلهما الاتهامات بشأن التورط في قضية الاغتيال. وكان تميم قد أعلن، الاثنين، اعتقال مواطنين فلسطينيين، أحدهما قيادي عسكري في سلطة رام الله، للاشتباه بتورطهما باغتيال المبحوح، حيث جرى تسليمهما من قبل الأردن، بالاضافة لإصدار أوامر اعتقال بحق 11 أوروبياً يشتبه في قيامهم بعملة الاغتيال. وبدأ تبادل الاتهامات بعد إعلان القيادي في حماس ايمن طه، أمس، عبر فضائية "العربية"، أن الفلسطينيين اللذين اعتقلا في الأردن يعملان لدى السلطة، وانهما شاركا في عملية الاغتيال مع الموساد الإسرائيلي، مما يدلل على أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال تجاوز الحدود الفلسطينية إلى الخارج. كما اعتبر الدكتور إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس: في تصريح خاص ل "المركز الفلسطيني للإعلام": أن تلك المعلومات الأولية "تدلل على تورط قيادات الأجهزة الأمنية التابع لرئيس السلطة (المنتهية ولايته) محمود عباس في جريمة الاغتيال، وتدلل على أن التنسيق الأمني يمتد من الداخل للخارج". من جانبه؛ كشف سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة حماس، المعلومات التي كشفها قائد شرطة دبي عن تورط ضباط في السلطة في جريمة الاغتيال ب "الخطيرة"، مؤكداً أن ذلك يدلل على تورط ضباط أمنيين في السلطة في عملية الاغتيال. وأشار إلى أن ذلك يعني أن "التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة والاحتلال تجاوز الحدود الفلسطينية إلى خارجها"، داعياً شرطة دبي إلى تعقب وملاحقة واعتقال كل المتورطين في جريمة الاغتيال، مشدداً في الوقت ذاته على أنه وفي جميع الأحوال وبغض النظر عن جنسيات المتورطين في جريمة الاغتيال؛ فإن الموساد الصهيوني هو المسؤول عن هذه الجريمة وانه من دبر وخطط واستعمل عملاءه لتنفيذ هذه الجريمة. أما الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حماس، فطالب حركة "فتح" بتوضيح موقفها بعد كشف شرطة دبي عن ضلوع ضابط كبير في أجهزتها الأمنية في عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي. وأعرب البردويل، عن أسف حركته الشديد لمشاركة عناصر من سلطة رام الله في هذه الجريمة، داعياً الشعب الفلسطيني إلى التبرؤ من هؤلاء العملاء واستجلابهم لإيقاع العقوبة المناسبة بهم كعملاء شاركوا في اغتيال أحد رموز الشعب الفلسطيني. السلطة ترد وردت السلطة الفلسطينية على حماس، حيث أعلن مسؤول أمني فلسطيني أن اثنين من عناصر حركة حماس ساعدا في اغتيال المبحوح، واعتقلتهما السلطات الأردنية أثناء عودتهما من دبي وسلمتهما إلى شرطة الإمارة . وقال المتحدث باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري "لدينا معلومات مؤكدة بأن اثنين من ضباط حركة حماس، واحد برتبة رائد والآخر برتبة نقيب، منحا هذه الالقاب من حركة حماس، متورطان في اغتيال المبحوح". واضاف الضميري: "اتحدى حركة حماس ان تعلن اسماءهما او المكان الذي عمل به الاثنان، نحن لا نريد كشف اسماءهما ونترك الامر لشرطة دبي المسؤولة عن التحقيق في هذه القضية". تصريحات خلفان وكانت شرطة دبي كشفت أمس، أسماء وهويات العناصر المتورّطين في اغتيال المبحوح قبل ثلاثة أسابيع في أحد فنادق الإمارة، وعرضت شريطاً مصوّراً رصد تحركات العناصر المطلوبين، البالغ عددهم 11 شخصاً يحملون جوازات سفر أوروبية سليمة، وبينهم امرأة. وأوضح القائد العام لشرطة دبي، ضاحي خلفان تميم، بأن المتهمين اتبعوا مجموعة من وسائل المراوغة والتضليل والتنكر لتغيير هيئتهم الأصلية. وأشار إلى أن الجريمة نفذت بسرعة خاطفة، إذ لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة منذ لحظة دخول المجنى عليه إلى الفندق حتى مغادرة الجناة موقع الجريمة قبل توجههم مباشرة إلى المطار. وأكد خلفان أن الشرطة نجحت في رصد تحركات المتهمين منذ لحظة وصولهم إلى دبي لحين مغادرتهم، التي لم تتجاوز 24 ساعة. وكشف خلفان أن الجناة استخدموا جهازاً إلكترونياً لفتح باب غرفة المبحوح، ومن ثم انتظروا وصوله لإتمام عملية الاغتيال. وأوضحت مصادر الشرطة أن قائمة المتهمين تضمّ كلاً من "بيتر إيليفنغر، ويحمل جواز سفر فرنسياً، وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر إيرلندية، وهم: كيفين دافرون، وجايل فوليارد، وإيفان دينينغز، إضافةً إلى ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية، وهم: بول جون كييلي وميلفين آدم ميلداينر وستيفين دانيل هودز ومايكل لورانس بارني وجيمس ليونارد كلارك وجوناثان لويس غراهام، والمتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألمانياً". وأشارت الشرطة إلى أن إيليفنغر، قام بدور مسؤول التنسيق اللوجستي للفريق، حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي، ثم حجز غرفة في فندق «البستان روتانا» موقع الجريمة وطلب غرفة محددة، وهي الغرفة رقم «237» المقابلة لغرفة المبحوح رقم «230»، لكنه لم يستخدمها، بل غادر دبي قبيل إتمام رفاقه الجريمة بوقت وجيز. وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقّب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين محمود المبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار. وأظهرت تسجيلات المراقبة في الفندق وصول فريق التنفيذ إلى الفندق وصعود أفراده على دفعتين «اثنان في كل مرة» وبفارق دقائق عدة، ودخلوا جميعاً إلى الغرفة التي استأجرها المتهم الأول رقم «237». وبعد تنفيذ العملية، عمد الجناة إلى ترتيب الغرفة وإغلاق سلسلة الأمان من الداخل إمعاناً في الإيحاء بأن الوفاة تمت بصورة طبيعية، ولا سيما أن نتائج التشريح أشارت إلى أن الوفاة كانت نتنيجة «الاختناق». وكشف خلفان، أن الشرطة ألقت القبض على اثنين من الفلسطينيين على خلفية ملف اغتيال محمود المبحوح. وشدد على أن حماس لم تبلّغ السلطات الإماراتية بوصول المبحوح إلى أراضيها، مبدياً خشيته من وجود اختراق في جهاز أمن القيادي الفلسطيني، باعتبار أن توافد عناصر المجموعة التي نفذت العملية بدأ قبل وصوله إلى دبي، ما يدلّ على معرفتهم بموعد قدومه. وقال إذا كان قادة بعض الدول يصدرون أوامرهم من أجل القتل فهذا يعد أسلوباً بغيضاً، ومجرّم قانوناً، وديننا الإسلامي الحنيف يرفضه، كما أن قادة الدولة يصدرون أوامرهم فقط للحفاظ على الأرواح . وأكد، ان من كان له حق ويشكل فريقاً من القتلة لينال ثأره فهذا أسلوب عصابات وليست دول، وإذا تحولت أية دولة لممارسة ذلك فإن قادتها يتحولون مطلوبين في أي مكان في العالم .