الرباط: دشن الملك محمد السادس أمس الأربعاء بالرباط المكتبة الوطنية للمملكة المغربية التي أنجزت على مساحة تصل إلى 20832 مترا مربعا، بغلاف مالي إجمالي يناهز 300 مليون درهم. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أنه وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام الملك محمد السادس بجولة عبر مختلف مرافق المكتبة التي تتوفر على مجموعة من الفضاءات منها فضاء للاستقبال العام الذي يشكل العتبة الأولى لزائر المكتبة، ويحتوي على مكتب للإستعلامات ، يقدم للزائر المعلومات عن مختلف مصالح المكتبة، ومكتبة للتسجيل والإنخراط وقاعة للمؤتمرات والأنشطة الثقافية تتسع لأكثر من 300 مقعدا ، وقاعة للمعارض الفنية وأخرى للتنشيط والتكوين وقاعة لجمعية أصدقاء المكتبة الوطنية. كما تتوفر المكتبة على مدخل رئيسي يحتوي على مكتب استقبال وتوجيه ومراقبة المنخرطين وزوار المكتبة، بالإضافة إلى فضاء خاص بالمعاقين، يمنح كل الخدمات لهذه الفئة من المواطنين على اختلاف إعاقاتهم، وفضاء آخر خاص بالدوريات وجناح خاص بالملصقات والخرائط وبطاقات البريد القديمة، وفضاء للحوامل السمعية البصرية والرقمية والمصغرات الفيلمية، وفضاء لولوج المطبوعات، وجناح للمخطوطات والكتب والوثائق النادرة، يضم أماكن للعرض والبحث والتناول وفضاء خاص بالباحثين ومخازن للحفاظ على التراث الوثائقي والثقافي ومصالح إدارية وأخرى لمعالجة الوثائق. ويقع المبنى الجديد للمكتبة بين شارعي ابن حزم وابن خلدون وسط عاصمة المملكة ، غير بعيد عن أهم المعالم التاريخية والثقافية بالمدينة (الأوداية، شالة، حسان، باب الرواح، المدينة العتيقة...)، وقريب جدا من مؤسسات علمية وجامعية، كما أن الوصول اليه ميسر بانسيابية، من خلال مختلف الطرق والمسالك المؤدية إليه. واعتبارا لتواجد مجموعة من الحدائق والفضاءات الخضراء بمحيط المبنى الجديد، فقد تم احترام هذا المعطى الطبيعي والجمالي في عمليتي التشييد والتهيئة، مما سيمنح للمكتبة الوطنية الجديدة رونقا حضاريا متميزا. وستتولى هذه المعلمة التاريخية القيام بمجموعة من المهام تتمثل في جمع ومعالجة وحفظ ونشر الرصيد الوثائقي الوطني، وكذا المجموعات الوثائقية الأجنبية التي تمثل مختلف معارف الإنسانية، كما ستضطلع بمهمة التكفل بتلقي وتدبير الإيداع القانوني طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل، وإعداد ونشر البيبليوغرافية الوطنية، واقتناء الوثائق الوطنية والأجنبية من مخطوطات ومطبوعات وأختام وبطاقات وخرائط ومقطوعات موسيقية وصور فوتوغرافية ووثائق صوتية وبصرية وسمعية ومعلوماتية ونقود وميداليات عن طريق الشراء أو الهبات أو التبادل. كما ستتولى المكتبة فهرسة وتحليل وتصنيف الوثائق المحفوظة لديها، وتوفير وسائل البحث البيبليوغرافي، والسهر على صيانة المجموعات الوثائقية الخاصة بها والحفاظ عليها، واقتراح الإجراءات اللازمة من أجل صيانة الرصيد الوثائقي الوطني ، وتدبير الرقم الدولي الموحد للكتب (ردمك) والرقم الدولي الموحد للدوريات (ردمد) على الصعيد الوطني ، والعمل على تشجيع وتيسير سبل الإطلاع على المجموعات الوثائقية والمعلومات البيبليوغرافية المتوفرة لديها. وستعمل المكتبة على وضع مجموعاتها الوثائقية رهن إشارة العموم مع مراعاة الأحكام التشريعية المتعلقة بالملكية الفكرية وتوفير الخدمات المتعلقة بالمعلومات البيبليوغرافية ولا سيما عن طريق استعمال التكنولوجيات الحديثة من أجل تيسير سبل الإطلاع على الوثائق الموجودة بمختلف المكتبات الأخرى الوطنية والأجنبية، واقتراح وتنفيذ برامج على الصعيد الوطني، لمعالجة التراث المخطوط والحفاظ عليه والتعريف به ، والقيام في نطاق المهام المسندة لها بأعمال الاستشارة والمساعدة التقنية والتكوين. وبهذه المناسبة وشح جلالة الملك بعض الأدباء والمسرحيين والفنانين التشكيليين والمطربين بأوسمة ملكية سامية.