إن السلوك الإنساني هو أصعب شيء لكي تغيره حين يصبح الشخص يافعا. لكن هناك شيء يسمى تقويم السلوك ويتطلب مدة من الزمن فالإنسان في عالمنا اليوم أصبح سلوكه في غلب الأحيان عدواني نظرا للضغط النفسي الذي يتعرض له و سرعة الأشياء والمتطلبات فالإنسان أصبح رهين متطلبات وحاجيات التطور التكنولوجي والعلمي وأصبح يصعب عليه التخلص من هذه المتطلبات وسرعة تلبيتها حتى القوانين التنظيمية أصبحت رهينة لهذا التطور وهذه المتطلبات. فالعقل و المخ أصبح لا يجد وقتا للراحة والتأمل و الاسترخاء ولا حتى لاستنشاق الهواء النقي والتركيز فأصبحنا نجري و العقل يشتغل بدون توقف للراحة والاستراحة فأصبح الإنسان عبد لما اخترعه وابتكره وما اكتشفه . و السؤال المطروح كيف الخروج من هذا المأزق؟ و ما هو البديل المنهجي للحياة البشرية؟ و ما هي الفلسفة التي يجب علينا تبنيها لإعادة بناء المجتمع الإنساني بعيدا عن مجتمع الآلي و المادي؟ و هل البشرية مستعدة لتتنازل عن كبريائها و عن أنانيتها و تتواضع لتخرج من هذا التيه؟ أسأله تبقى مفتوحة و أجوبتها تنتظر من يستوعبها. يقول المثل العربي''اليد واحدة لا تصفق'' وهذا شيء لا يقبل الشك لذلك فنحن هنا لنتحد جميعا على تغيير سلوكاتنا وجعلها ايجابية .. إقتباس لو أبصر المرء عيوب نفسه لا انشغل بها عن عيوب الناس؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها، وقد قال الله تعالى : [QURAN]كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [/QURAN](المدثر:38).وقال: [QURAN]مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً[/QURAN] (الإسراء:15). ). وقال سبحانه : [QURAN]وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى[/QURAN] (الأنعام: من الآية164). قال الشاعر: المرء إن كان عاقلا ورعا أشغله عن عيوب غيره ورعه كما العليل السقيم أشغله عن وجع الناس كلهم وجعه وقد يكون انشغال العبد بعيوب الناس والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يغطي بها عيوبه وسوءاته ، فقد سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال: " قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها". إذا لا تنشغل بعيوب الناس وتنسى عيوبك