وضعت مختلف الأجهزة الأمنية، وعناصر الشرطة والدرك بمدينة مكناس ونواحيها، في حالة استنفار قصوى، وشكلت خلية أزمة خاصة، مباشرة بعد حادث مداهمة مركز حراسة تابع للمندوبية السامية للمياه والغابات بمدينة إفران، قرب ضاية "عوا"، والسطو على ثلاث بنادق أوتوماتيكية، و18 عيارا ناريا، إضافة إلى وثائق سرية، وثلاثة أزياء نظامية خاصة بالحرس الغابوي، عشية الأحد الماضي. ووفقا لما ورد بجريدة "الصحراء المغربية"، ذكرت مصادر إعلامية أن الجناة استغلوا فرصة خروج الحارس، ودخلوا إلى مقر المركز، واستولوا على الأسلحة النارية . وأفادت مصادر مطلعة أن لجنة من عناصر الدرك الملكي انتقلت من الرباط إلى مدينة مكناس قصد التباحث مع القيادة الجهوية للدرك بالمدينة . وأضافت المصادر أن عددا من رجال الأمن من مختلف الرتب والمصالح شاركوا في ساعة مبكرة، من الاثنين، والثلاثاء، في عملية تمشيط المنطقة، التي أشرف عليها كبار مسؤولي الأمن، مستعينين بكلاب مدربة على أمل تجميع المعطيات والأدلة الكافية للإيقاع بالمتهمين . وأبرزت المصادر أن عددا من الحواجز الطرقية وضعت بمداخل المدن القريبة من إفران، مثل فاس، ومكناس، والحاجب، وآزرو، لتفادي مغادرة منفذي الهجوم المنطقة، ووضعت مجموعة من الهواتف تحت التنصت بهدف الوصول إلى المتهمين وتحديد هوياتهم. كما جرى تكليف طائرات صغيرة من نوع "هيلوكبتر" لتمشيط محيط المركز، في محاولة للعثور على خيط يوصل رجال الأمن إلى المتهمين، الذين تمكنوا من التسلل إلى مركز الحراسة والاستيلاء على الأسلحة الموجودة به، قبل أن يغادروه نحو وجهة مجهولة. وأكدت مصادر مطلعة أن المصالح الأمنية بمختلف تخصصاتها تسابق الزمن للإيقاع بالمتهمين، خاصة في ظل ارتفاع مؤشرات الشك، التي تشير إلى احتمال تورط عناصر تنتمي إلى تنظيمات إرهابية في الحادث، خاصة بعدما أثبتت التحريات أن الحادث وقع في المنطقة، التي شهدت، في وقت سابق، تشكل عدد من العصابات الإجرامية، التي روعت المنطقة . وإلى حدود، الثلاثاء، لم تتمكن الفرق الأمنية المختلفة، التي ترابط بالمنطقة التي وقع فيها الحادث من وضع أيديها على المعتدين، وخلقت هذه العملية، التي تأتي أسبوعا على حادث السطو على مسدس خاص برجل أمن بمدينة الدارالبيضاء، حالة من الارتباك لدى عدد من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية. وتواصل مصالح الأمن بالبيضاء بحثها عن عدد من المتورطين في الحادث، بعد تعرفها على مشتبه بهما متورطين في حادث سرقة مسدس حارس الأمن والاعتداء عليه، إذ نجح رجال الأمن، بتنسيق مع فرق أمنية أخرى، في اعتقال مشتبه بهما، أحدهما يدعى "الشينوي". ويأتي هذا بعد حملة تمشيطية واسعة النطاق بمناطق متاخمة للحي الحسني في الدار البيضاء، بتنسيق مع رجال الدرك الملكي، وتعرفت مصالح الأمن على متهم آخر، تبين تورطه في سرقة مسدس حارس الأمن، الذي تعرض للاعتداء.