استطاعت نوال المتوكل ان تجعل لنفسها كاريزما ، وشخصية من طراز فريد يتطلع اليها الكثير من الناس ، بعدما جذبت انظار العالم اليها في أولمبياد لوس انجلوس 1984 ، عندما حصلت على الميدالية الذهبية فى سباق 400 متر حواجز لتصبح أول امرأة عربية وافريقية تحقق هذا الانجاز . لقد فتحت نوال المتوكل بهذا الانجاز الباب بعدها امام العديد من السيدات لتحقيق المزيد من الانجازات الكبيرة امثال الجزائرية حسيبة بولمرقة والتى تمكنت من الفوز بذهبية 1500 م في برشلونة 1992، وغادة شعاع صاحبة ذهبية المسابقة السباعية في دورة اتلانتا 1996، والجزائرية بنيدة مراح ذهبية 1500 م في سباق 1500 م في سيدني 2000 ، والمغربية نزهة بدوان برونزية 400 م حواجز في سيدني أيضا. لم يأت اختيار نوال لهذا المنصب من فراغ ، فقد يعتبرها البعض صاحبة الاثاث الاول الذى تمكنت من خلاله العديد من الدول العربية فى الاهتمام بالسيدات فى لعبة العاب القوى ، وشجعتهم ايضا على زيادة حصة الفتاة العربية في الدورات الاولمبية بعد ذلك بعدما كانت مشاركتهم من قبل شبة محدودة. معاناة المتوكل واثبات الذات وجدت المتوكل تحديات كبيرة فى بطولة لونس انجليس ، والتى كانت ابرزها ، عدم الاهتمام بكونها سيدة ، نظرا لانها كانت الفتاة الوحيدة في الوفد المغربي عام 1984 ، لذا فكان يتطلب منها ان اتخطى كل هذا ونجحت فى ذلك بالفعل حتى حصلت على الميدالية الذهبية . وبعد فوز البطلة المغربية بهذه الميدالية بدأ القادة العرب فى الاهتمام بالفتاة العربية ، وحرصوا دائما على وجودها في المحافل الدولية ، مما جعل امكانيتها تنمو بشكل كبير ، اذ اصبحت امكانياتها لا تقل عن امكانيات الرجل ، ولم تعد مهمشة كما كان الامر من قبل. ورغم اعتزال نوال المتوكل سباقات العدو إلا إنها لم تبتعد عن المجال الرياضي ، بل وجدت لنفسها مجالا فسيحا في الإدارة فتولت العديد من المناصب الرفيعة في بلدها بدءا من منصب نائب رئيس اتحاد ألعاب القوى المغربي عام 1992 ، ثم عضو اللجنة الأوليمبية المغربية عام 1993 ، وصولا إلى سكرتيرة الدولة للشباب والرياضة عام 1997 ، وعلى المستوى الدولي تقلدت نوال المتوكل أيضا مناصب غاية في الأهمية ، حيث تم انتخابها عضو بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 1995 ، ثم عضو في اللجنة الأوليمبية الدولية عام 1998. وكما حققت المتوكل العديد من الألقاب والميداليات والإنجازات لبلدها المغرب ، فإن وطنها لم يفوته تكريمها دوما بالقدر الذي تمثله بالنسبة لكل مواطني المنطقة العربية ، فاختارها العاهل المغربي محمد السادس ضمن الوفد الرفيع الذي قام بعرض ملف المغرب لإستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 ، كما قلدها العاهل المغربي وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد في أغسطس 2004.