اقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر الاربعاء على تكسير اقدام 3 عمال فلسطينيين كانوا يحاولون الدخول الى مكان عملهم في اسرائيل. واوضحت مصادر محلية في منطقة بيت لحم بان العمال كانوا قادمين من شمال الضفة الغربية الى قرية الولجة ببيت لحم على امل ان يتمكنوا من التسلل من القرية الى داخل اسرائيل بعد ان احكمت اسرائيل اغلاقها لشمال الضفة وفصلتها بشكل كلي عن المناطق المحتلة عام 1948. وذكرت المصادر ان قوات الاحتلال طاردت مجموعة من العمال خلال توجههم الى عملهم فكسرت اقدام ثلاثة منهم بعد اعتقالهم واعتقلت الرابع وذلك قرب قرية الولجة غرب بيت لحم. وذكرت المصادر ان المصابين هم من محافظتي جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية ويبلغوا من العمر (25 عاما و28 عاما و30 عاما) وعرف منهم انيس كبها. واوضحت المصادر انه جرى نقل المصابين الى مشفى بيت جالا الحكومي في بيت لحم لتلقي العلاج، فيما لا يزال مصير العامل الرابع مجهولا. وحسب المصادر فان جنود الاحتلال قاموا بالقاء العمال المصابين في ساحة قرب بلدة بيت جالا، ومن هناك تم نقلهم بواسطة مواطنين من سكان البلدة الى مشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج حيث وصفت حالتهم بالمتوسطة. ولا بد من الذكر ان سياسة تكسير عظام الفلسطينيين اقرها رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحاق رابين عندما كان وزيرا للدفاع الاسرائيلي عام 1987 ابان اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الاولى حيث امر جنوده بتكسير عظام الشباب المنتفضين. وكانت صور لقوات الاحتلال الاسرائيلي وهي تكسر اذرع شابين فلسطينيين بالحجارة في منطقة مهجورة في نابلس شمال الضفة الغربية كشفت عن اوامر رابين لقوات الاحتلال بتكسير عظام الفلسطينيين بهدف اخماد الانتفاضة الفلسطينية الاولى التي انتهت بتوقيع اتفاق اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل عام 1993 واقامة السلطة الوطنية بموجبه. وندد وزير العمل الفلسطيني احمد مجدلاني الاربعاء بشدة بحادثة الاعتداء بالضرب التي تعرض لها العمال من قبل قوات الاحتلال واسفر عن اصابة ثلاثة من العمال بكسور في سيقانهم على حد قوله، فيما تم اقتياد الرابع الى جهة مجهولة. ووصف الوزير مجدلاني، في بيان صحافي الحادث ب'الاجرامي'، وقال ان الحادث 'ليس معزولا وانما يندرج في اطار الممارسات الاجرامية وسياسة التصعيد التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق شعبنا وعمالنا وخصوصا في ظل حكومة اليمين الحالية المتطرفة'. واشار الى تكرار مثل هذه الاعتداءات بحق العمال والمزارعين وخاصة في الاونة الاخيرة من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين سواء كان ذلك باطلاق الرصاص بهدف القتل او الاعتداءات بالضرب او حرق المزروعات وكذلك امتهان الكرامة على الحواجز والطرقات. واكد على ان هذه الاعتداءات تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الانسان التي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية وخاصة الحرية في التنقل والعمل، مناشدا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان ومنظمة العمل الدولية بالتدخل الفوري والسريع والضغط على الحكومة الاسرائيلية للجم مثل هذه الممارسات، ووضع حد لها والعمل على توفير الحماية لعمالنا سواء في اماكن العمل او اثناء التنقل وضمان العيش الكريم لهم ولعائلاتهم. ومن الجدير بالذكر ان العمال الفلسطينيين من شمال الضفة الغربية يسافرون الى منطقة بيت لحم جنوب الضفة الغربية وخاصة قرية الولجة بهدف التسلل منها لداخل اسرائيل للوصول لعملهم الذي يقضون فيه اسابيع واشهرا في بعض الاحيان قبل ان يعودوا لاهلهم ومنازلهم. واوضحت مصادر عمالية ل'القدس العربي' بان عمال من نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية شمال الضفة لا يستطيعون الدخول الى اسرائيل من مناطق سكناهم كونهم لا يحصلون على تصاريح من قوات الاحتلال للدخول لاسرائيل يسافرون من شمال الضفة الى جنوبها وخاصة لقرية الولجة القريبة من القدس بهدف التسلل من خلال اراضيها الى القدس ومن ثم الى داخل اسرائيل فيما تواصل قوات الاحتلال بشكل مستمر مطاردة العمال ومنعهم من الوصول لاماكن عملهم. وحسب المصادر فان قوات الاحتلال اقدمت في كثير من الحالات خلال القبض على بعض العمال على ضربهم بشكل مبرح وتكسير اطرافهم وخاصة اقدامهم وسيقانهم بهدف ارهاب العمال ومنعهم من التسلل لاسرائيل للوصول الى اماكن عملهم. من جهته استنكر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين اعتداء القوات الاسرائيلية على العمال الفلسطينيين. ودان الامين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد اقدام جنود الاحتلال الاسرائيلي على مطاردة عدد من العمال الفلسطينيين العزل قرب الطريق المؤدية الى قرية الولجة والاعتداء عليهم بوحشية، ما تسبب بكسر اقدام 3 منهم، في حين بقيت اخبار بقية العمال مجهولة. وتوجه سعد، في بيان صادر عن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، الى منظمات حقوق الانسان والجهات الدولية للتحقيق في ملابسات الحادث ولتحميل جنود الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء العمال، مضيفا 'ان حالات الاستهداف والاعتداء ضد عمالنا في تزايد مستمر وبشكل يومي من خلال الملاحقة والاعتقال والقتل في بعض الاحيان، الامر الذي يشكل انتهاكا صارخا لمواثيق حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية الموقعة في جنيف'. واضاف ان الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ينظر الى هذا الاعتداء ' الوحشي' بخطورة كبيرة، وان هناك تحركات جادة على كافة المستويات العربية والدولية لوقف ممارسات الاحتلال ومحاكمة جنوده على انتهاكاتهم المتكررة بحق عمالنا الباحثين عن لقمة عيشهم 'المغمسة بالدم' حسب قوله. من جهته اكد ابراهيم ذويب امين سر كتلة الوحدة العمالية في الضفة ان جريمة الولجة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق 4 عمال كانوا متوجيهن الى عملهم والاعتداء عليهم وتكسير ارجلهم واعتقال احدهم هي جريمة 'وحشية' تضاف الى مسلسل الجرائم اليومية والانتهاكات الممنهجة بحق ابناء شعبنا والطبقة العاملة. واعتبر ذويب ان موقف المجتمع الدولي السلبي في التعامل مع الانتهاكات الاسرائيلية اليومية يشجع الاحتلال على استمرار هذه الاعتداءات، محملا المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة للعمل على وقف هذه الانتهاكات من خلال الضغط على اسرائيل لوقف هذه الممارسات فورا. كما دعا ذويب الى تحرك نقابي عربي ودولي من اجل فضح هذه الممارسات الاسرائيلية، مؤكدا ان كتلة الوحدة العمالية في فلسطين ارسلت رسائل عديدة بهذا الخصوص الى منظمات العمل النقابي والاتحادات النقابية العربية والدولية وتعمل ايضا من خلال وجودها في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بهدف ضغط هذه المؤسسات والاتحادات على حكومتها من اجل التحرك لوقف هذه الانتهاكات اليومية.