اكدت الدكتورة ريما النجار رئيسة قسم اللغة الانكليزية بالجامعة الامريكية العربية في جنين سابقا ل'القدس العربي' الاثنين بانها لم تقم بالاساءة للذات الالهية او الدين الاسلامي كما اتهمت مؤخرا من قبل مجموعات من الطلبة الذين كانت تدرسهم الادب الانكليزي بالجامعة. وكانت النجار تعرضت مؤخرا لاتهامات بالاساءة للذات الالهية والدين الاسلامي عبر توزيعها نصا ادبيا للترجمة على طلابها في الجامعة الامريكية بجنين شمال الضفة الغربية، مما عرضها للخطر ودفعها لتقديم استقالتها ومغادرة الاراضي الفلسطينية متوجهة الى امريكا، وقالت ل'القدس العربي' في اتصال هاتفي الاثنين بأن 'تلك الاتهامات التي تعرضت لها باطلة'. وقالت النجار في ردها على الاتهامات التي وجهت لها قائلة 'أرى ان الوقت الآن مناسب للرد جملة وتفصيلا على الاتهامات المغرضة التي تعرضت لها. اتهمت باطلاً بالاساءة الى الذات الإلهية عن طريق توزيع منشورات والقاء محاضرات مسيئة للدين وقيل ان إدارة الجامعة قامت بفصلي من عملي وهذه التهم والبيانات خالية من الصحة تماما'. وكانت وسائل الاعلام نشرت قبل حوالي اسبوعين بان 'إدارة الجامعة العربية الأمريكية في جنين شمال الضفة الغربية قررت فصل رئيسة قسم اللغة الانكليزية في الجامعة ريما النجار بشكل كامل، وذلك بعد توزيعها مقالا على طلبتها للترجمة يسيء للدين الإسلامي وللذات الإلهية' في حين نقل عن مصادر محلية في جنين قولها 'بأن طلبة قسم اللغة الانكليزية في الجامعة تفاجأوا برئيسة القسم وهي توزع أوراقا ضمن محاضرتها بهدف الترجمة تتضمن شتائم صريحة للرسول والدين الإسلامي والذات الإلهية'. ونقل عن الطلبة أن 'العبارات التي تضمنتها الأوراق صارخة بشكل استفز حتى الطلاب غير المتدينين الذين خرجوا من المحاضرة وأعلنوا احتجاجهم الصريح على ذلك وقدموا شكوى لادارة الجامعة'. وردا على تلك الاتهامات قالت النجار ل'القدس العربي' الاثنين في ردها: الموضوع بكل بساطة، انه وحسب المنهج الدراسي المطلوب في المدخل الى الأدب الانكليزي يتوجب على الطلاب قراءة عدد من الكتب باللغة الانكليزية. وبصفتي استاذة في الجامعة العربية الأمريكية في جنين لمادة الأدب الانكليزي منذ ثلاث سنوات قمت بانتقاء ستة نصوص وكان منها كتاب يدعى: (PERSEPOLIS 1 The Story of a Childhood) وهو رواية بيانية بقلم كاتبة ايرانية تدعى (Marjane Satapi)عن احداث الثورة الايرانية وقد ترجم الكتاب للعربية في عام 2006 والترجمة صادرة عن دار النشر اللبنانيه (La CD- Theque) ومتوفر في المكتبات. يسرد الكتاب القصة عن طريق صور كرتونية صغيرة والحوار في القصة من وجهة نظر بنت صغيرة تتخيل في احدى اللحظات انها تخاطب الله عز وجل، وتوجد صورة وجه اعتمدت الكاتبة الايرانية انه وجه الله تعالى، وعندما تنبهت لهذا الخطأ قمت بالغاء الكتاب من المنهاج المقرر واخترت كتابا آخر ليقرأه الطلاب . واضافت النجار في ردها: ولكن قبل أن تتوضح الأمور قامت مجموعات من الطلبة غير المسؤولة باستغلال الموقف وتأجيج المشاعر بتصوير الأمر وكأنه متعمد لإهانة الذات الإلهية ولأن هذا موضوع خطير وحساس جداً كان من السهل أن يثار الطلاب وكبرت الإشاعات وتنوعت حتى أن البعض ردد أنني كتبت كتاباً بهذا الموضوع الشائن، وكتاباً آخر غير أخلاقي ورسمت رسومات أسوأ من الرسومات الدنماركية، وتم استغلال الموقف من قبل هذه المجموعات وصار منبراً لبلوغ اهداف سياسية وشخصيه، وبعدها تفاقم الوضع وتسارعت الأحداث وكثرت الأشاعات ووزعت المنشورات التي تحرض ضدي وتتهجم على شخصي وتهدد حياتي. وتابعت النجار قائلة: وحينها ادركت انني لن استطيع متابعة العمل تحت هذه الظروف وقمت بابلاغ رئيس الجامعة برغبتي في الاستقالة ووافق عليها خوفا على سلامتي وقمت بعدها بمغادرة جنين. وحول عدم الرد على تلك الاتهامات في حينه قالت النجار: آثرت في حينها عدم الرد مباشرة على هذه الاتهامات غير الصحيحة وذلك لحرصي على استمرار العملية الاكاديمية في الجامعة وعلى سلامة الطلاب وحرم الجامعه. وتابعت النجار: مما يحز في نفسي ان مجموعة غير مسؤولة من الطلبة نجحت في فعل ما فشلت سلطات الاحتلال بعمله، حيث من المفارقات المهمة التي يجب ان تذكر انه في بداية هذا العام الدراسي عندما حاولت الدخول الى فلسطين منعتني سلطات الاحتلال من الدخول من مبدأ مخططهم بمنع دخول المثقفين لمساعدة الأهل في فلسطين، والمعروف ان اسرائيل تخاف من ثقافة الفلسطيني وتحاربها اكثر بكثير من خوفها من اسلحته. واضافت: لم استسلم لرغبة الاحتلال وقمت بكل الوسائل المتاحة لي وبمساعدة المؤسسات المختصة بمحاربة قرار منع دخولي الى فسطين وفي نهاية الأمر دخلت البلاد وكان هذا الأمر يعتبر انتصارا للتعليم في فلسطين، وما لم تقدر عليه سلطات الاحتلال الاسرائيلي نجحت بعض المجموعات الفلسطينية بتنفيذه باقتدار وللأسف تم خروجي من فلسطين على يد أهل بلادي وليست السلطات الاسرائيلية. واوضحت النجار ل'القدس العربي' امس بأنها عادت الى امريكا وتعيش حاليا مع عائلتها هناك، موجهة لومها لوسائل الاعلام التي نشرت خبر ما جرى معها بالجامعة في جنين قائلة: ولكن لومي وعتبي الأكبر يقع على الصحافة وعلى كيفية تداولها للخبر. وهنا أنا لا أتكلم عن الصحف 'الصفراء' والمدونات غير المسؤولة التي تهول الأخبار لتزيد من انتشارها ومبيعاتها بل أتحدث عن صحف عريقة وبعض وكالات الأنباء وغيرها من الذين تناقلوا الخبر استناداً الى ما ورد في منشورات المجموعات الطلابية التي أثارت الموضوع. واضافت النجار قائلة: فقد تم نشر الخبر دون ان يكلف اي صحافي نفسه في البحث عن خلفية الموضوع وسماع وجهة نظري. لم يحاول اي صحافي البحث عن خلفيتي او عن الدوافع التي قد تكمن وراء مثل هذا الخبر المدسوس، وكان من السهل الاتصال بي فعنواني الالكتروني وحتى رقم هاتفي متوفر لمن يريد على موقع الجامعة وكان عندي ايضا مدونة الكترونية للمساق وقد قام الكثير من الطلبة والزملاء والمهتمين بالاتصال بي للاستفسار وقمت بالرد عليهم والاجابة على اسئلتهم ولكن لم يقم اي صحافي بهذا. وتابعت النجار قولها: عدم المهنية يؤدي الى فقدان المصداقية ومسؤولية الصحافي ان يتقصى الخبر عندما يكتب عنوان كبير يدعي انني فصلت من منصبي في الجامعة لأنني تعديت على الذات الالهية ليس فقط يشهر بي وبعائلتي ويساهم بالظلم الواقع عليّ ويهدد حياتي بل أيضا ينعكس سلبا على مصداقية الأنباء التي تخص فلسطين والاحتلال. ووجهت النجار في ردها على الاتهامات التي وجهت اليها قبل حوالي اسبوعين شكرها لمن ساندها وقالت ل'القدس العربي': وهنا اود ان اشكر الطلبة والزملاء الذين استنكروا ما حصل لي وكتبوا رسائل دعم وتأييد وأريد أن أشكرعائلتي لمساندتها لي ودعمي.