اكدت مصادر فلسطينية امس الاحد رفع سلطات الاحتلال خلال الايام الماضية العشرات من الاعلام الاسرائيلية ونصب 'الشمعدان' اليهودي على اسور المسجد الاقصى، في خطوة اعتبرها الجانب الاسرائيلي امعانا في تهويد المدينة المقدسة. واوضحت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ان سلطات الاحتلال قامت خلال الايام الماضية بحملة واسعة لنصب عشرات الاعلام الاسرائيلية، واخرى تحمل صورة شمعدان اليهود، على اسوار البلدة القديمة للقدس ابتداء من باب المغاربة احد ابواب البلدة القديمة - باتجاه الشرق، وانتهاء عند الاسوار في منطقة القصور الاموية في الجهة الجنوبية للمسجد الاقصى، مرورا بطرف 'الزاوية الختنية' على بعد امتار من محراب المسجد الاقصى محراب الجامع القبلي المسقوف من الجهة الخارجية، بالاضافة الى نصب شمعدان كبير جنوب المسجد الاقصى في الجهة التي تقابل مسجد النساء ومصلى المتحف الاسلامي . وقالت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في بيان صحافي: انّ المسجد الاقصى المبارك باسواره وما حوى وما احاط به من ابنية وعمائر وساحات وبوابات وهو مسجد ووقف اسلامي خالص، ما فوق الارض وما تحتها كما ان البلدة القديمة بالقدس واسوارها هي عمائر وتاريخ وحضارة اسلامية وعربية بتميّز، ولن يغيّر هذه الحقيقة التاريخية والدينية والحضارية، اي اجراء من قبل المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية، وسيظل المسجد الاقصى يصدح بالاذان، وسيظل ائمته يقفون عند محرابه يؤمّون الناس بالصلاة، وستظل اسوار القدس اسلامية رغم انف الاحتلال . وجاء بيان 'مؤسسة الاقصى للوقف والتراث' تعقيبا على قيام الاحتلال الاسرائيلي في الاسبوع الاخير بنصب عشرات الاعلام الاسرائيلية على اسوار البلدة القديمة من القدس . واضاف بيان مؤسسة الاقصى للوقف والتراث: انّ كل حجر في اسوار القدس القديمة، تشهد ان الخليفة العثماني سليمان القانوني، هو من بنى هذا السور الاسلامي العظيم، تأسيسا على بناء من سبقه من خلفاء وامراء المسلمين، ثم ان القدس بتاريخها وحضارتها الممتدة في عمق التاريخ تشهد على اسلاميتها وعروبتها، ثم ان المسجد الاقصى المبارك بأسواره وما حوى وما احاط به، بابنيته وساحاته وقبابه، تلك التي فوق الارض وتلك التي تحت الارض، هي المسجد الاقصى المبارك، الذي هو حق خاص للمسلمين ، ولا حق لغير المسلمين به، ولو بذرة تراب واحدة . وتابع بيان 'مؤسسة الاقصى': 'ان المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية تحاول في مسعى محموم مترافق بهستيرية متصاعدة، ان تغيّر من حقائق التاريخ والجغرافيا، واستنبات تاريخ عبري موهوم في القدس ومحيط المسجد الاقصى، وتحاول طمس المعالم الاسلامية، بشتى الوسائل والطرق، ومن هنا كانت حملتها الاخيرة في العيد العبري المسمى ب 'عيد الحانوكاه الشمعدان'، من توزيع ونصب الشمعدانات العبرية والمسيرات والجولات التهويدية، في محيط المسجد الاقصى، وفي البلدة القديمة بالقدس، والتي كان اخر تقليعاتها الاحتلالية التهويدية، صب الاعلام والشمعدانات اليهودية على اسوار القدس وقبالة محراب المسجد الاقصى المبارك، الامر الذي نعتبره خطوة تهويدية خطيرة، لكن في نفس الوقت نؤكد ان المسجد الاقصى سيظل حقا اسلاميا خالصا، وستظل البلدة القديمة في القدس واسوراها اسلامية بتميّز رغم انف الاحتلال'. ويأتي رفع الاعلام الاسرائيلية على اسوار الاقصى بالتزامن مع قرار حكومة الاحتلال تسريع عمليات هدم ما يزيد عن 7 الآف منزل فلسطيني في القدس. وافادت مصادر اسرائيلية السبت، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عين منسقا بين حكومته وبلدية الاحتلال في القدس والداخلية الاسرائيلية لتسريع هدم ما يزيد عن 7 آلاف منزل فلسطيني في القدسالشرقية بحجة مكافحة البناء غير المرخص فيها . وكشف رئيس قسم الخرائط وخبير الاستيطان خليل التفكجي النقاب عن تعيين نتنياهو منسقا خاصا بينه وبين رئيس بلدية القدس نير بركات لتسريع هدم المنازل الفلسطينية التي تصنفها البلدية والحكومة الاسرائيلية بأنها (غير قانونية). وقال: 'ان البلدية اعلنت يوم الاربعاء الماضي عن سياسة جديدة للتعامل مع البناء الفلسطيني المصنف (غير مرخص) داخل المدينة ظاهرها تسهيل لفظي وباطنها وجوهرها مواصلة التضييق'. واضاف 'ان البلدية وضعت بلدة سلوان (منطقة البستان) كاولوية لتنفيذ هذه السياسة وحسب خطة رئيس البلدية التي طرحت خلال جلسة لجنة القانون والدستور والقضاء في الكنيست والتي عقدت قبل ايام، منح وضعية خاصة لحوالي 70 بالمائة من المنازل غير المرخصة وسيطلق على هذه الوضعية (منزل رمادي /غير قانوني) يمنحه قانونية جزئية الا انه لا يعتبر ترخيصا. وكشف رئيس البلدية في الخطة ان ما بين (15 - 20) الف منزل مقامة بدون ترخيص اما اصحاب باقي المنازل اي حوالي 30 بالمائة منها فهنالك تحفيزات لاخلائها وعقوبات صارمة غير محتملة لمن يرفضون الاخلاء تمهيدا لهدمها .اي حوالي (7000 منزل). وقال التفكجي ان اسرائيل تخوض حربا ديمغرافية مفتوحة ضد المقدسيين قائمة على الطرد والهدم والتهجير لتقليص عدد المقدسيين من 35 بالمائة من مجموع عدد سكان القدس بشطريها الى 12 بالمائة فقط .واضاف ان هذه السياسة لن تؤكد حقا لاسرائيل في مدينة القدس ولن تجبر الفلسطينيين على مغادرة المدينة .