تخيلوا المشهد التالي : المغرب يستضيف أحد آنفصالي الباسك الذي يتنكر لوطنه إسبانيا ولجنسيته وتسانده وسائل إعلامه وجمعياته بل وترسله في تحدي سافر للدولة الإسبانية إلى العاصمة مدريد ، ماذا سيكون الموقف الإسباني الرسمي أنئد؟ وسائل الإعلام الإسبانية أضحت قضية حيدر بالنسبة لها اهم من قضية الباسك ومن قضية آختطاف الإسبان في موريتانيا ،إسبانيا أيضا لم يعد لها شيء يشغلها سوى آحتضان الإنفصاليين والسكوت على تحرشاتهم وآستفزازتهم المتكررة ، هذا بالنسبة لوسائل الإعلام الإسبانية لكن لنتساءل معا ماذاعن وسائل إعلامنا الوطنية؟ الحقيقة أننا لا نفهم السر في كل هذا التطبيل والتزمير للمدعوة حيدر بشكل يجعلها تحتل المرتبة الأولى على مستوى الرأي العام وأيضا بشكل يجعلها تحتل الصفحات الأولى للجرائد الوطنية ،فإذا كانت حيدر ومن معها قد تنكرت لمغربيتها فهذا شأنها لأن مكانها ليس في المغرب بل في جمهورية تندوف الفاضلة ، ثم ان نسمع في وسائل الإعلام الوطنية عن إضراب وهمي تتبعه وصية مزعومة ودعائية إلى غير ذلك من اخبار الإنفصال لا يهمنا أيضا بقدر ما يهمنا هو سبب رعاية بعض اللوبيات الإسبانية لكراكيز الجزائر وعن السر في هذه الجرأة والكسارة الزائدة جدا في بعث آنفصالية في طائرة خاصة إلى مدينة العيون رغم القرار المغربي الواضح . ويبدوا من الوقائع الكثيرة ان البعض في آسبانيا لا زال يعتبر المغرب مجرد ورقة آنتخابية لا دولة لها سيادتها وكامل سلطتها على ارضيها هل يحسبون المغرب مقاطعة إسبانية ؟ فكيف تدافع إسبانيا عن حق ما تسميه ( الشعب الصحراوي ) وتنسى انها الدولة الوحيدة التى لا تزال تتمسك بمستعمراتها في شمال إفريقيا رغم الحقائق التاريخية والجغرافية؟ إنه كيل الكيال !!! كما أنه أن الأوان للوضوح فإما مغاربة من طنجة إلى الكويرة وإما خونة ينبغى الضرب على أيديهم بقبضة من حديد ولتكن الدولة واضحة أيضا فيما يخص الإمتيازات المقدمة للصحراويين دون بقية المغاربة هل نحن أقل درجة ليتمتع الصحراويون بآمتيازات لاحصر لها بدءا بالنقل والسكنى ونحن لا نتمتع إلا بالهرمكة ؟ مثل هذه الأمور هي التى تشجع الكسارة وتشعر الشرفاء في هذا الوطن بالحكرة . والحكرة هي التى ادت لأحداث تغجيجت و التى كررت فيها السلطات نفس الأخطاء بآعتقال آثنين من المدونين المغاربة بدل الإنصات لمطالبهم المشروعة . ثم هل المغرب فيه آمرأة واحدة هي حيدر؟ لماذا لا تتحدث الصحف عن نساء القرى اللواتي يقطعن العشرات من الكيلو مترات للوصول للمستشفى ؟ ولا عن أولئك الرجال الذين خاضوا المعارك ضد مرتزقة البوليساريوا وتركوا المئات وربما الالآف من الأرامل واليتامى ؟ الا يستحق هؤلاء الصفحات الأولى من الجرائد ؟ هل كلما ظهر آنفصالي سنخصص له الصفحة الأولى ونكتب عنه بالخط العريض وكأنه بطل لا خائن عميل لأسياده ؟ مثل حيدر أو التامك وأتباعه من جماعة السرك البهلواني يجب أن يحاكموا على الملأ بتهمة الخيانة العظمى وأن يبعثوا فورا بالبريد العاجل إلى تندوف الفاضلة ليعرفوا إلى اي مدى كان الشعب المغربي رحيما متسامحا معهم . [email protected]