لم تكد تمضي عن " نازلة أولاد الحكمة " بالقصر الكبير ، وبلاغ الداخلية في شأن ممانعة المجلس البلدي للمدينة بخصوص تطبيق التوجهات العليا للبلاد، وما يتعلق بالتنشيط الثقافي، والانفتاح على كل الطاقات، وما واكبه من توضيح للرئيس المعني ونفي كل " تهم " الداخلية بل الإسراع بإقامة حفل ساهر رديف لسهرة أولاد الحكمة ،،، حتى تفاجأت الأوساط القصرية والوطنية معها، بخبر تعليق مهام باشا المدينة عبد الرزاق بلمير ، وتكليف رئيس الدائرة الحضرية الأولى محمد الود راسي بتدبير شؤون الباشوية .. ويأتي قرار الإعفاء بمبررات تم تسويقها في إحدى اجتماعات حزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة- تطوان، حيث تناهى إلى علم احد سائقي / قياديي الجرار تلفظ الباشا المذكور بكلام يتنافى والشعار الوطني للمملكة : الله- الوطن – القانون ، عوض ، الله – الوطن – الملك . وحسب بعض المتتبعين فان قرار الإعفاء يصب في مصلحة أتباع الجرار في القصر الكبير، والذين لم يحصدوا إلا نتائج هزيلة في الانتخابات الجماعية الأخيرة .. ومهما يكن من أمر فقد يكون للموقف السلبي للباشا من نازلة " أولاد الحكمة " ومنع حفلهم وتدخل العامل لمصلحتهم متجاوزا السلطة الترابية تبعته وظلاله التي قد تكون سرعت بقرار الإقالة . وفي التفاف غير مسبوق سارعت بعض فعاليات المجتمع المدني المحلي إلى إصدار بيانات مساندة للباشا المقال، وهكذا أصدر " المكتب الإداري لملتقى الكرامة والمواطنة بيانا اعتبر فيه " توقيف باشا المدينة على خلفية وشاية كيدية لعينة أبطالها معادون للمدينة ومصالحها مفادها ( تحريف شعار المملكة ) معتبرا قرار الإقالة متسرعا ومجحفا ، غير مؤسس على حجج ودلائل دامغة ، مستنكرا مسلكيات الوشايات الكيدية الكاذبة والتنكر لرجل خدم السلطات الرسمية ثلاثة عقود ونصف،، وقد أدان البلاغ بعض الفقاعات السياسوية النافثة للسموم ، داعيا المؤسسة المنتخبة لعقد دورة استثنائية عاجلة لمناقشة الموضوع وتسليط الضوء عليه، إحقاقا للحق وإنصافا لمن يستحق الإنصاف " معلنا تنظيم محاكمة رمزية في القريب العاجل لكل العملاء والوشاة الذين أضحوا مرعبين لسكان المدينة من خلال تبجحهم بعلاقاتهم المتينة مع ( جهات عليا ) بالوطن ". وقد ساندت بيان المنتدى: الجمعية المغربية للصحافة والإعلام – القصر الكبير – إلى جانب إحدى الجمعيات الحرفية " جمعية القصر الحرفية للتنمية والإبداع " والتي سارعت إلى توزيع " بيان حقيقة " معتبرة الباشا المذكور " المحرك الأساسي لكل ميادين الحياة العامة ) بل اعتباره " أستاذا – أبا – أديبا – شاعرا – عالما – طبيبا – مجيبا على جميع الأسئلة بالحجج والأدلة المقنعة الدامغة " والغريب أن هذه الجمعية الحرفية ذهبت بعيدا وقد دفعتها حماستها إلى مخاطبة شرائح القصريين بالنيابة عن " كل العلماء والأدباء والشعراء والفنانين والمبدعين وجميع الموظفين وفعاليات المجتمع المدني ...مستنكرة هذا التصرف " . وبعيدا عن أي موقف قد يدين الباشا أو يبرؤه فان مدينة القصر الكبير من المدن المغربية الحبلى بالمشاكل حتى لكأنها تبدو خارج الزمن المغربي بتكريس مظاهر البداوة ، وسياسة الشقاوة، التي مست التمدن ليصبح ترييفا ، والثقافة لتغدو تزييفا، ومع ذلك قد تكون لنازلة الباشا ايجابيتها ، بحيث أيقظت بعض الجمعيات من سباتها وحولتها إلى لعب دور تقريب المسافات، في زمن تستعصي فيه القراءة السليمة لكل المواقف ، ومع ذلك نأمل خيرا ..