ناشد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية حكومة الامارات العربية الاثنين بوقف استهداف الفلسطينيين المقيمين على اراضيها وانهاء عقود عملهم وانذارهم بالرحيل. وطالب القدومي الامارات العربية باعادة النظر في قرارها بترحيل المئات من الفلسطينيين عن اراضيها، وايقاف معاناتهم واسرهم واطفالهم ونسائهم . وقال القدومي في بيان صحافي نشره الاثنين موقع عرب48: 'تابعنا بقلق بالغ ،الانباء المؤسفة التي تواترت، بشان عمليات الغاء لعقود المئات من ابناء شعبنا الفلسطيني، العاملين في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، واضطرار العديد من هذه الاسر واجبارهم على البحث عن حلول قاسية، تحت ظروف غاية في الصعوبة والمشقة، لا سيما وهي تستهدف اساسا ابناء قطاع غزة المحتل، وحاملي وثائق السفر او جوازات السفر الاردنية المؤقتة، والتي لا تتيح لهذه الاسر امكانية توفر بديل عربي، فضلا عن عودتهم الى وطنهم السليب، بما لا يخفى من اجراءات العدو الاسرائيلي، مما يعني فصلا جديدا في التهجير والتشريد واللجوء، وذلك لاسباب لم تكن مفهومة او مبررة لخطوة من هذا النوع، وفي مثل هذا التوقيت السياسي القاسي، لا سيما والعدو يعلن بشكل واضح عن تصميمه على تنفيذ سياسات الاستيطان والطرد لابناء شعبنا المرابط، وخلق نكبة جديدة'. واضاف 'لقد كانت دول الخليج العربي ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، في مقدمة الدول العربية التي طالما اسهمت في التخفيف من معاناة شعبنا الصابر، والمصمم على نيل حقوقه الوطنية كاملة، وفي مقدمتها حقه بالعودة الى وطنه ودياره وممتلكاته التي هجّر عنها عنوة وبالارهاب والعدوان والاغتصاب السافر، وحقه في تقرير مصيره الوطني اسوة ببقية شعوب العالم، كما لا زال شعبنا وسيبقى يذكر الايادي الناصعة البيضاء للاشقاء في هذه الدول، كما يذكر السياسات الحكيمة والداعمة في الاوقات المفصلية العصيبة التي اتخذها قادة هذه الدول ولا زالوا يواصلون وقوفهم مع شعبنا، ومن هؤلاء الخالدين في ذاكرة ووجدان ابناء شعبنا، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومواقفه القومية الناصعة، وهل يمكن لاحد ان ينسى كلمة الشيخ زايد بأن النفط ليس اغلى من دم العربي'. وتابع قائلا: 'ان الدعم الذي تواصل لابناء شعبنا في محنته ومنها في اعادة اعمار مخيم الشهداء 'مخيم جنين'، او في انشاء مدينة الشيخ زايد في قطاع غزة المحاصر البطل، لا يمكن ان يقترن في اطار واحد مع هذه الانباء المؤسفة، ولا يتسق هذا مع ما عهدنا عليه سياسة اخوتنا وحكمتهم في التعامل مع مفردات الواقع الفلسطيني، ومنها الوجود الفلسطيني في هذه الدول الشقيقة، خاصة وان هذا الوجود كان دائما عاملا مساعدا في تمتين استقرار هذه الدول الشقيقة، ولطالما ساهم بشرف وامانة واخلاص ومهنية عالية في بناء هذه الدول وتنمية اقتصادها وتلاحم مجتمعاتها قوميا وحضاريا، الامر الذي طالما حظي بثقة اخوتنا من ابناء هذه المنطقة واشقائنا فيها، كما حظي باحترامهم وتقديرهم، لقد تقاسم ابناء شعبنا الذين استضافهم الخليج العربي، مع اخوتهم واشقائهم من المواطنين كل الظروف المختلفة منذ البداية، الامر الذي انشأ صيغة قومية متقدمة ساهمت دوما في امن واستقرار الجميع، ونامل ان تبقى هذه العلاقات الاخوية متميزة كما كانت دوما، وان تبقى في مجال تمتين اواصر الاخوة، وصيانة السند المتين للمصالح الاماراتية- الفلسطينية المشتركة ومعها المصالح القومية العربية العليا'. واردف: 'ان ابناء شعبنا في المهاجر والشتات، وهم يعيشون حالة قسرية وغير طبيعية من اللجوء او الاستضافة لا هم لهم الا دعم شعبهم في الوطن المحتل والمساهمة في تعزيز بقائهم في الوقت الذي يتدبرون فيه عيشهم وتحديهم لهذا الاغتراب، وعيونهم مشدودة الى اليوم الذي يستطيعون فيه تنفيذ املهم الوحيد بالعودة الى وطنهم فلسطين المحررة، وهم لن يقبلوا بديلا عن هذا الحق مهما طال الزمن، وفي الوقت الذي يستمر فيه نضال شعبنا نحو هذا الهدف الوطني والقومي الاسمى، لنتطلع بكل ثقة وامل الى اشقائنا العرب، لجعل هذه الاستضافة في اقل شروط المعاناة بالحرمان من الوطن، وفي افضل شروط الدعم والاسناد الواجب لتقصير المسافة والزمن للوصول الى الوطن، ايمانا منا بان امتنا العربية ظهيرنا وشريكنا في الصمود والرباط ومعركة التحرير، ونحن نتطلع الى قرارات حاسمة سريعة تعيد تصويب هذه الصورة النشاز التي وصلتنا، وايقاف معاناة ابناء شعبنا واسرهم واطفالهم ونسائهم، لا سيما ونحن في شهر رمضان المبارك'. واختتم بيانه بالقول: 'كلُّنا امل في استجابة اخوتنا واشقائنا في دولة الامارات العربية المتحدة لهذا النداء العاجل'.