توعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمحاسبة رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» فاروق القدومي على كافةالمستويات التنظيمية ، ووصف عباس ، في أول تعقيب له ، تصريحات القدومي ضده بأنها أكاذيب وزوبعات لتعطيل مؤتمر فتح القادم. وكان القدومي أكد صحة الوثيقة التي تحدثت عن تواطؤ محمود عباس ومحمد دحلان مع السلطات الإسرائيلية «لاغتيال» الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال عباس في تصريحات لتلفزيون فلسطين الرسمي من القاهرة : «إن قضية القدومي ستتابع من كافة المستويات التنظيمية وغير التنظيمية وسنتابعها بالتفصيل ولن نسكت عنها». وأضاف « ما حدث هو أن مجموعة من الأكاذيب فبركت لتخرج في هذا الوقت بالذات، مع العلم بأن القدومي يدعي أنها منذ خمس سنوات، فلماذا لم ينشر هذه القضايا قبل خمس سنوات إذا كانت هذه القضايا والمعلومات صحيحة ومؤكدة، وهو نفسه يفهم أنها غير صحيحة ولكن جاء الآن ليروي هذه الأكاذيب ليعطل المؤتمر السادس للحركة». ورغم ذلك أبدى عباس ثقته في الوصول إلى المؤتمر العام لحركة فتح الذي قرر عقده في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية في الرابع من غشت المقبل «رغم كل الأكاذيب والزوبعات التي أثارها القدومي». كما دعا عباس في تصريحاته إلى الاحتكام للانتخابات الرئاسية والتشريعية العامة بمراقبة عربية ودولية في موعدها المقرر في 25 يناير المقبل لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي. وأشار إلى أن حركة فتح والسلطة الفلسطينية لا تخشيان من نتائج الانتخابات «إلا إذا كانت حركة حماس تخاف من الانتخابات ونتائجها». من جانبه استبعد بسام أبو شريف المستشار السياسي السابق للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، أن تكون للرئيس عباس علاقة بوفاة عرفات. وقال أبو شريف لقناة «الجزيرة» الفضائية إن معلوماته تجزم بأن رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون وشاؤول موفاز اجتمعا واتفقا على قتل عرفات. لكنّ أبو شريف قال إنه لا يشكّ بأن الكلمات المنسوبة لشارون في المحضر الذي كشف عنه فاروق القدومي ، استخدمها شارون فعلا. واتهم المستشار السياسي السابق لعرفات جهات إسرائيلية قال إنها في الحكم اليوم بتسميم عرفات، وقالإن جهة لم يُسمّها أبلغته بوجود خطة لاغتيال الرئيس الراحل. وقال أبو شريف إنه حذّر عرفات وأن الرئيس الراحل أصرّ عليه بأن يتحدّث في هذا الشأن بحضور مسؤولين فلسطينيين في المقاطعة بينهم محمود عباس«أبو مازن» ومحمد دحلان، مشيرا إلى أن عباس قال له «ألا تثق بالأخوة» يقصد بالحاضرين عندما طلب منه أبو شريف الحديث على انفراد. وتعقيبا على تصريحات القدومي نقلت وكالة «ينايتد بريس إنتراناشونال » عن مصدر أردني قوله إن الحكومة طلبت من رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية عدم الإدلاء بأي تصريحات من شأنها أن تسبب إحراجا للأردن أو تسيء لمواقفه السياسية. وقال المصدر ، الذي طلب عدم ذكر اسمه ، إن القدومي أبدى تجاوباً مع الطلب الأردني ، وشدد المصدر على أن الأردن لم ولن يطلب من القدومي مغادرة أراضيه، واعتبره ضيف مرحب به.