ما ان شارفت على الدخول الى محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية ظهرالاحد قادما من رام الله وسط الضفة بدأت ارى العلم الفلسطيني يرفرف على اعمدة الكهرباء بجانب رايات حركة فتح الصفراء استعدادا لعقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح. وما ان عبرت بلدة العبيدية شرق بيت لحم التي تعتبر المدخل الرئيس للمدينة سواء للقادم من الخارج او باقي مناطق الضفة الغربية حتى بدأت ارى العلم الفلسطيني مرفوعا على اعمدة الكهرباء الى جانب رايات فتح الا انني بعد ان عبرت تلك البلدة متوجها الى مدينة بيت ساحور في طريقي لبيت لحم لاحظت بان المنطقة الفاصلة ما بين العبيدية وبيت ساحور لم يرفع بها العلم الفلسطيني او رايات حركة فتح فسألت عن السبب فكان الجواب بان تلك المنطقة التي لا يتعدى طولها كيلو مترا واحدا هي منطقة تحت السيطرة الاسرائيلية يحظر فيها رفع العلم الفلسطيني. وما ان قطعت تلك المنطقة الفاصلة حتى دخلت بيت ساحور من الجهة الشرقية عابرا حاجزا عسكريا لقوات الامن الوطني الفلسطيني بدأت الحظ حركة نشطة على الخط العام سواء من قبل المواطنين او رجال الامن او القائمين على تزيين ذلك الشارع الذي سيمر منه كل من هو قادم لبيت لحم لحضور المؤتمر العام السادس لحركة فتح. وما ان وصلت الى بيت لحم حتى شاهدتها تعج بالحركة في حين باتت متزينة بالعلم الفلسطيني المرفوع على جوانب الشوارع والطرق اضافة لرايات فتح الصفراء والافتات الترحيبية باعضاء مؤتمر عام فتح وضيوف المؤتمر، وذلك في الوقت الذي شاهدت فيه انتشارا امنيا واسعا. وفي ذلك الاتجاه اكد العميد سليمان عمران قائد منطقة بيت لحم انتهاء الاستعدادات والتجهيزات المتعلقة بالخطة الأمنية والمرورية أثناء انعقاد المؤتمر السادس لفتح غدا الثلاثاء . وشدد عمران على ان قوات الامن الفلسطينية في أتم الجاهزية من خلال الخطط الأمنية التي أسموها بخطة الأمن الشاملة. واوضح عمران بان هناك 4200 رجل أمن سيعملون على تطبيق القانون وحفظ الامن في بيت لحم خلال عقد المؤتمر العام لحركة فتح. ومن جهته قال المقدم خالد التميمي مدير عام شرطة محافظة بيت لحم ان الترتيبات لا تختلف عن نظيرتها في أعياد الميلاد، وان حركة المواطنين ستكون سالكة دون أي إعاقة في الوصول إلى أماكنهم والتنقل إلى مدينة بيت لحم، باستثناء إغلاق بعض الطرق الواقعة في منطقة المربع الأمني 'مدرسة تراسنطة ' ومحيطها من اجل إنجاح الخطة الأمنية في هذه المساحة الجغرافية. وستشهد 'مدرسة تراسنطة' الثانوية الواقعة في ذلك المربع الامني الذي سيغلق خلال ايام المؤتمر فعاليات المؤتمر العام السادس لحركة فتح. وعن اختيار تلك المدرسة لتكون مكانا لعقد المؤتمر العام لفتح علمت 'القدس العربي' من القائمين على التنظيم بانه يوجد بها قاعة تتسع لحوالي 2500 شخص. هذا وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح قد رفعت عدد اعضاء المؤتمر الى 2260 عضوا في حين قررت في اجتماعها مساء السبت البقاء في حالة انعقاد دائم لحين عقد المؤتمر الذي تصر حركة حماس على منع اعضائه من قطاع غزة من المشاركة فيه من خلال منعهم من مغادرة القطاع. وفي حين تشترط حماس اطلاق جميع معتقليها لدى السلطة في الضفة الغربية من اجل السماح لاعضاء المؤتمر من ابناء القطاع السفر لبيت لحم للمشاركة في المؤتمر العام لحركة فتح اكد عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية بان هناك 70 وفد عربيا واجنبيا سيشاركون في افتتاح فعاليات المؤتمر . واكد الأحمد وصول 70 وفدا من دول عربية وأجنبية للمشاركة في مؤتمر 'فتح' السادس، مشيرا إلى أن الاستعدادات لعقد المؤتمر السادس في بيت لحم قد انتهت تقريبا، وبخاصة فيما يتعلق بالأمور الفنية وإقامات الضيوف وأعضاء المؤتمر. وشدد الاحمد على ان وصول 70 وفدا من مختلف الدول العربية والأجنبية للمشاركة في مؤتمر فتح هو مؤشر واضح على الأهمية الكبيرة التي يحظى بها المؤتمر في كل الأوساط السياسية العربية والدولية. ولفت إلى أن عددا كبيرا من أعضاء المؤتمر السادس قد دخلوا الوطن، وبخاصة من أقاليم: لبنان، وسوريا، والأردن، والولايات المتحدةالأمريكية، واستراليا، ومختلف دول أوروبا. هذا واكد عضو المؤتمر عاطف ربايعة من منطقة بيت لحم للقدس العربي بان اكبر وفد وصل من الخارج هو من لبنان، مشيرا الى ان اعضاء المؤتمر في بيت لحم يعكفون على مرافقة الوفود القادمة من الخارج في جولات بالمدينة خصوصا وان هناك المئات من اعضاء المؤتمر يدخلون الاراضي الفلسطينية لاول مرة. وفي ذلك الاتجاه قال سلطان أبو العينين أمين سر حركة فتح في لبنان وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بأنه في اللحظة الأولى التي دخل فيها الأراضي الفلسطينية، شعر كما بقية من حضر معه في الموكب الذي نقله من البحر الميت إلى رام الله قبل الانتقال لبيت لحم، بأن الهواء الذي يستنشقه الإنسان في وطنه مختلف حتى عن هواء المعمورة. وأعرب العديد من أعضاء المؤتمر الذين وصلوا بيت لحم عن سعادتهم لوجودهم في أرض الوطن، وعبر بعضهم عن هذا الشعور بالقول 'هذا الحلم أصبح حقيقة'. وقال فتحي أبو العردات 'أبو ماهر' مسؤول المنظمات الشعبية في لبنان والتي تعود جذور عائلته إلى قرية مزرعة سعس قرب صفد، إنها المرة الأولى التي تطأ قدماه أرض الوطن منذ أن خرج إلى الدنيا في العام 1951، مشيرا أنه كان يحلم دائما أن يرى العودة التي كانت بمثابة الحلم. ومن جهة اخرى تبدي وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتمامًا كبيرًا بالمؤتمر العام السادس لحركة فتح، حيث نقلت المواقع الإخبارية الإسرائيلية عن الصحف العربية والعالمية مقتطفات من أوراق المؤتمر، لا سيما رفض الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين، وتصعيد النضال ضد الاستيطان والتهويد، وغيرها من المسائل على جدول أعمال المؤتمر.