وكانت أعمدة الدخان قد غطت سماء منطقة العتبة التي يقع فيها المسرح، وهددت الرياح لفترة بانتقال ألسنة اللهب إلى المحلات والمباني المجاورة، إلا أنه تم احتواء النيران وتلافي خطر كارثة حقيقية حيث أن حي العتبة المعروف بمبانيه القديمة هو من أشد أحياء القاهرة ازدحاما. وكان المبنى خاليا تقريبا وقت اندلاع الحريق، اذ تزامن مع موعد تناول طعام الإفطار في شهر رمضان. وقال لواء في قوات الدفاع المدني إن ثلاثة من رجال الإطفاء قد نقلوا إلى المستشفيات بعد إصابتهم بحالات اختناق. وكانت 22 عربة إسعاف قد هرعت إلى مكان الحريق. كذلك وصلت قوات مكافحة الشغب إلى المكان واخذت في ابعاد المارة عن الساحة التي امتلأت بأعمدة الدخان. وقامت الشرطة بتحويل مسار السيارات بعيدا عن وسط المدينة خوفا من انتشار ألسنة اللهب خاصة وأن معظم أجزاء المسرح مصنوعة من الخشب. وقال محمود عثمان صاحب محل مقابل للمسرح إنه سمع أولا صوت دوي انفجار شديد ثم بدأت أعمدة الدخان ترتفع من سقف المبنى، وما لبثت أعمدة اللهب أن حاصرت سطح المبنى كله ودمرت أجزاء من الجدران. وبني المسرح عام 1935 وتم تجديده مؤخرا، وكان من المقرر إقامة أمسية شعرية فيه مساء السبت. وكان حريق قد اندلع الشهر الماضي في مبنى مجلس الشورى فدمره تماما، وأثار غضبا شعبيا شديدا بسبب عدم كفاءة رجال الإطفاء في السيطرة على الحريق مبكرا، ووصف بأنه فشل آخر للحكومة. وركزت وسائل الإعلام على سوء تدريب رجال الإطفاء وعدم وجود وسائل عصرية أو خطط لمكافحة الحريق، وهو أمر مألوف في مصر التي قليلا ما تزود بناياتها بأجهزة إنذار حريق. شبكة طنجة الإخبارية البي بي سي