من مناّ لم ينخدع بذلك الملصق أو تلك اللقطات التى كانت تعرضها القنوات الرسمية من الدوزيم والقناة الأولى بشكل ممل حول " العطلة للجميع " فكنا لسدجتنا نعتقد أن فصل الصيف هو فصل راحة وآستجمام بآمتياز ،بينما الواقع عكس ذلك . الشعار الوزاري الذي كانت بالأمس القريب ترفعه الوزارة المكلفة بالشباب ،تحول مع مرور الوقت إلى شعار معكوس يعكس الواقع المريرفأضحى شعار " العطلة للجميع " مرادفا لشعارساخرهو "الكذبة للجميع "دلالة على الزيف الكبير والوهم الذي يُسوق للبسطاء ،غير أن ما يعجبك في الإعلان الذي لطالما بتثه القناتين المغربيتين هو تلك المشاهد المحبوكة لأطفال في عمر الزهور وقد بدومنشرحين للغاية وبأزياء الكشافة النظيفة وهم يؤدون النشيد الوطني بفرح زائد وبثغر باسم ،لدرجة قد يعتقد معها الكثيرون أن الأمور على خير ما يرام ،لكن الواقع غير ذلك فمشهد النظافة على الأزياء والإنضباط محصور فقط في الإعلان والملصقات الدعائية . المخيمات الصيفية ومراكز الإصطياف في طنجة خاصة والمغرب عامة هي أقرب إلى مرحاض غير مربوط بشبكة مجاري الصرف الصحي ،ولكم أن تتصورا المشهد حين يصبح الأطفال مضطرين للتعايش مع فضلاتهم ،اما حكاية التربوين أو المشرفين فتحتاج لكلام أخر لأن هؤلاء قد يقتصر دورهم بالدرجة الأولى على (سرط) المؤونة أو تحويل أماكن الإصطياف إلى مراكز للتعذيب النفسي والجسدي ،وقد شاهدت بنفسي في العام الفائت بمركز الإصطياف بأصيلة كيف ان مربيا حوَل طفلا إلى عجينة بين يديه بعد ان كال له عددا من التصرفيقات ،فتحسرت على مصير الطفل البريئ الذي أرسله أهله للمخيم لكنه سقط في قبضة جلاد أدمي. قصص المشرفين على المخيمات لا تنتهي إحدى المربيات خرجت بصحبة أطفال إلى الشاطئ البلدي بطنجة للسباحة وتمضية بعض الوقت بين امواج البحر وما إن وصلوا إلى الشاطئ حتى تركت الأطفال وذهبت لشراء المثلجات ،وفي المساء قامت بصحبة أخرين بعملية عدّ (الرؤوس) لكنهم صعقوا بغياب طفل واحد ،لحسن الحظ ان الطفل وجد تائها بين دروب طنجة . قضية الإستهتار وعدم المسؤولية ذائعة وشائعة إلى ابعد حد فهي موجودة في كل مكان وشبر من ار ض هذا الوطن ،في المستشفيات الحكومية المتسخة وفي الإدرات العمومية بل حتى عند وزرائنا حين يستهترون بعقول الشعب إنها افة حقيقية تنخر المجتمع المغربي وتجرده من سرواله عفوا من حسه الإنساني ولا عجب حين نصل لهذا المستوى من الرداءة في كل شيء. الكثير من الناس ماعاد يثق في المخيمات الصيفية التى تشرف عليها الوزارة أو دوور الشباب لسبب بسيط كون هذه المخيمات تحولت إلى أوكار إفساد حقيقية للطفولة والمراهقين على حد سواء ،أحد الأباء آشتكى أن احد أطفاله الصغار من ضحايا التخييم الحكومي أضحى يحفظ اسماء الأعضاء التناسلية عن ظهر قلب أكثر من حفظه لدروسه في المدرسة الإبتدائية وحين اراد معرفة السبب وجد أن أحد المشرفين كان يتلفظ بألفاظ نابية في حق أطفال المخيم وبدل أن يعلمهم تلك الأناشيد التافهة أضحى المربي مُدرسا بارعا للألفاظ النابية ،فحذري من إرسال أبناءكم إلى مخيمات الحكومة . وإن كنا قد تكلمنا عن المخيمات الصيفية وظروف التخييم ،فالحقيقة المرة ان الكثير من الأطفال والشباب لا يعرفون للراحة من طعم لأنهم ببساطة ليس لهم الوقت الكافي لمشاهدة الملصقات الوزارية التافهة حول العطلة ،ولأن هؤلاء يعشون ظروفا آجتماعية وآقتصادية غاية في القسوة تجعلهم مضطرين ومرغمين على الإشتغال تحت شمس الصيف الحارقة لإعالة أسرهم الفقيرة جدا ،هم في الأغلب تلاميذ المدراس الحكومية الفاشلة وطلبة الجامعات المغربية تجدهم في طنجة يحترفون تجارة بسيطة بالكاد عائدها المادي بضع دريهمات لا تسمن ولكنها أيضا لا تغني من جوع ،هم موجودون في فندق الشجرة...سوق الداخل ...راس المصلى...هؤلاء أيضا صنف من الناس وجزء من مجتمع قهرته المخططات الوزارية الكاذبة الخادعة وسياسة العام الزين وحولت بلادهم إلى جحيم مستعر ،لا يعرفون ما معنى الكذب والتضليل هم يكدون ويتعبون رغم أنهم لا يملكون لا يخوتا فاخرة ولا فيلات على البحر ولا سيارات فارهة ولا أرصدة بنكية ضخمة ،لكنهم دائما يعشون بكرامة وشرف . على كل نسيت أن أقول لكم إنى لم أعد أرى الإعلان يمرر في تلفزتنا الرائعة فهل تعرفون السبب ؟؟؟ [email protected]