لم يحل الارتفاع المتواصل لأسعار الذهب في المغرب، دون استمرار المغربيات في اقتناء هذا المعدن النفيس، الذي احتل جزءا من جيب بعض الأسر، بعد أن سلب عقل الجنس الناعم بهذا البلد.ورغم أن الأزمة المالية بدأت تلقي بظلالها على المغرب، وتزايد أثمان المواد الاستهلاكية بشكل صاروخي، إلا أن محلات بيع المجوهرات لا تخلو من الزبائن، خاصة النساء اللواتي يبتدعن ألف وسيلة ووسيلة لتوفير ما يمكنهن من قطع ذهب حتى لو كانت صغيرة الحجم وخفيفة الوزن. ووصل سعر الذهب بالمملكة إلى 244 درهم للغرام الواحد، أي ما يعادل 30 دولار للغرام، فيما كان بلغ، في نهاية السنة الماضية، 150 درهما للغرام الواحد. وذكر المهنيون أنه رغم ارتفاع ثمنه، إلا أن الإقبال على هذا المعدن النفيس ما زال كبيرا، إذ أن المبيعات مستقرة منذ السنة الماضية. وقال أحمد لمزيدي، صاحب محل لبيع المجوهرات بالمدينة القديمة في الدارالبيضاء، إن "الذهب يواصل القفز نحو أثمان غير مسبوقة، دون تسجيل أي تراجع منذ فترة طويلة"، مشيرا إلى أن "الإقبال مستمر بالمستوى نفسه، إذ أن بعض النساء يعمدن إلى دفع جزء من المبلغ، ويقسطن الباقي على 3 أو 4 أشهر، حتى يكملن المبلغ، ثم يأخذن القطعة المختارة من قبلهن". وأوضح أحمد، في تصريح ل "إيلاف"، أنه "رغم اختلاف العقليات بالنسبة للأجيال الجديدة، إلا أن عشق الذهب ما زال يسيطر على عقول النساء بمختلف فئاتهن"، مضيفا أن "الصائغين يضطرون إلى شراء المادة الخام بسعر مرتفع، وعند البيع يضطرون إلى تقليص هامش الربح، حتى لا يفقدون الزبائن، وكذا يسايرون في الوقت نفسه الطلب المتزايد على المجوهرات". وذكر أنه رغم إثقال الزيادات المتتالية لكاهل الأسر، إلا أن نسبة بيع الزبائن للذهب الذي سبق لهم أن اقتنوه في السابق، تبقى أقل بالمقارنة مع نسبة الشراء التي تحافظ على المستوى نفسه المسجل منذ فترة". وأظهرت جولة ميدانية، ل "إيلاف"، على بعض محلات بيع المجوهرات في العاصمة الاقتصادية أن الحركة دؤوبة أمام هذه الفضاءات، التي اعتقد البعض أنها ستصاب بالشلل في ظل الظروف الاجتماعية الحالية. وقالت رشيدة مريزقي، ربة منزل، "أدخر من مصروف المنزل كل شهر، بغرض اقتناء قطعة جميلة، رغم أن هذا يغضب زوجي أحيانا، لكونه يعتبر أن الفترة غير مناسبة لذلك، وأنه يجب ادخار الأموال للأيام الصعبة التي قد تواجهنا". وذكرت رشيدة، ل "إيلاف"، "هذا ليس حالي وحدي، بل مجموعة من نساء الحي يعمدن إلى تطبيق الطريقة نفسها، إذ نعتبر أنه من العيب أن يخلو منزل أي واحدة منا من الذهب، حتى لو كانت قطع صغيرة وخفيفة الوزن". وأشارت إلى أن "الذهب يعد واجهة بالنسبة لنا نحن النساء في عدد من المناسبات، ونحاول في كل سنة الظفر بقطعة من خلال الأموال التي تستنزف في القروض والمواد الغذائية ومصاريف المدرسة وغيرها". ويقدر حجم الذهب الرائج بالمغرب سنويا بحوالي 18 طنا، بحيث تصل قيمته إلى 378 مليار سنتيم. وتشير إحصائيات مكتب الصرف إلى أن المغرب استورد أقل من طن واحد من الذهب، خلال السبعة أشهر الأولى من السنة الماضية، مقابل 21 طنا خلال الفترة نفسها من سنة 2007. بلغ سعر الذهب في السوق الفورية 942.20 دولار للأوقية (الاونصة) بالمقارنة 957.80 دولار للأوقية، أمس الاثنين. ويتطلع المتعاملون لمجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية المنتظر صدورها خلال الجلسة. وتراجع سعر الفضة إلى 14.41 دولار للأوقية من 14.71 دولار. وسجل البلاتين 1130 دولارا للأوقية انخفاضا من 1149.50 دولار، أمس الاثنين. وبلغ سعر البلاديوم 230 دولارا للأوقية انخفاضا من 231.50 دولار.