صبيحة يوم الجمعة 15 ماي استيقظ تجار كسابراطا بطنجة على خبر التهديم الذي تعرضت له دكاكينهم ومتاجرهم بدون موجب حق وبدون أي تعويض أو حتى الوعد المسؤول به.لقد تلقى البسطاء من التجار الذين كافحوا وكابدوا من أجل الحصول على دكاكين بهذه السوق، وهي بالمناسبة ليست بالسوق العشوائية بل هي من الأسواق التي اعتبرت نموذجية بداية التسعينات والتي سلمت على يد المجموعة الحضرية ورئيسها آنذاك عبد السلام الأربعين. ومع تشبث التجار بمتاجرهم، وبقبولهم لمبدأ الحوار على قاعدة التعويض الجماعي بأسواق نموذجية أخرى بالمدينة، لم تتوانى السلطات القمعية بالمدينة عن تطبيق خطتها التي تبتدأ في غالب الأحيان باستدعاء المحاورين ليتم تهديد البعض منهم بالاعتقال وتقديم الوعود بالامتيازات للبعض الآخر.. وفي حالة الامتناع والتعنت تبدأ في تنفيذ الخطط المبيتة بالليل، والتي لا تراعي أدنى القوانين والحقوق التي يتشدق بها ممثلو السلطات وما يصطلح عليه بممثلي السكان من "المنتخبين". لقد شرعت جرافات السلطة و"المنتخبين" في تهديم المتاجر صبيحة الجمعة على الساعة السادسة وبعد التجمهر والاحتجاج من طرف المتضررين تم توقيف الهدم ليبتدأ الحوار حوار التهديد والوعيد ، وخلال ليلة السبت شرعت مرة أخرى السلطات في تنفيذ مخططاتها بتهديم العشرات من الدكاكين مما سيلحق الكارثة لا محالة بأسر المتضررين. فآلاف الأسر معرضة الآن للتشريد في وقت تعرف فيه المدينة على غرار جميع المدن حالة من الركود من جراء الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي أنتجها النظام الرأسمالي المتعفن. فالعديد من المعامل تسرٌح وتطرد العاملين والعاملات بها، والعديد من الأوراش في قطاع البناء أوقفت أشغالها، وكذلك العديد من قطاعات الخدمات والتجارة تعرف هي الأخرى الركود والكساد بالنظر لموجة الغلاء وبالنظر لتدهور القدرة الشرائية لدى الغالبية الساحقة من المواطنين. إننا كجمعية أطاك لمناهضة العولمة الرأسمالية وبعد وقوفنا على هذه المأساة التي تهدد بكارثة إنسانية في حق الأسرة التي حكمت عليها السلطات القمعية بالتشريد تحت التهديد، نعلن عن تضامننا اللامشروط مع احتجاجات الجماهير المتضررة والمطالبة بحقها في التعويض عن متاجرها في أسواق نموذجية أخرى. كما ندين كل الأساليب الترهيبية التي شابت الوقفات الاحتجاجية حيث حاولت وكعادتها السلطات القمعية منع المناضلين ومنع الصحافة من التقرير والتصوير. مجموعة طنجة 17/5/2009