علق خبير متمرس في العاب القوى على اعلان منظمي لقاء باريس الدولي المقرر في 17 تموز/يوليو المقبل مشاركة البطل الاولمبي الجامايكي اوساين بولت في سباق 100م او 200 م، بالقول: "لن نعرف حجم الطاقة التي سيبذلها وقوة "الفولتاج" التي سيولدها" على مضمار ستاد دي فرانس في ضاحية سان دوني. وكان الخبير يغمز من قناة المكافأة المغرية التي سيحصل عليها حامل الرقم القياسي العالمي في المسافتين (69ر9 ثوان و30ر19 ث)، والبالغة 200 ألف دولار (153 ألف يورو)، باعتبارها جد محفزة. غير ان الجانب الآخر من هذا العرض، تسابق منظمي اللقاءات الدولية لاستقطاب ابطال جاذبين للجمهور الذي ضعف اقباله على الملاعب في الموسمين الماضيين. ويسعى هؤلاء الى "توليفة" مناسبة "تجابه" في الوقت عينه الانكماش الاقتصادي وتداعيات الازمة المالية العالمية. الشرارة الاولى "المغامرة" انطلقت من باريس، ويمني منظمو لقاءها النفس باشراك الغريم المباشر لبولت مواطنه آسافا باول، حامل الرقم القياسي العالمي السابق، الباحث عن لقب كبير اول في مونديال "ام الالعاب" في برلين. وبالطبع فان ترتيب مواجهة بولت-باول مثيرة للغاية ومناسبة لتحطيم الرقم العالمي اذا توافرت الظروف لذلك. وكان المدير الجديد للقاء باريس الدولي لوران بوكييه، المدير السابق للعداء المغربي هشام الكروج، وعد بمزيد من المغريات في الامسية الباريسية، آملا ان تضم باقة من الاسماء الجامايكية الكبيرة التي فرضت وجودها في دورة بكين الاولمبية العام الماضي. والمبلغ المالي الذي سيدفع لبولت (23 سنة)، يفتح مجددا باب المنافسة بين المنظمين على مصراعيه، خصوصا ان العداء الجامايكي استعرض بمهارة في زيوريخ ولوزان وبروكسل بعد نجاحه التاريخي في بكين مكرسا سطوته الكبرى. وبالتالي، يجد المنظمون في مشاركته ضمانا لامتلاء المدرجات، أي انها عملية تجارية مثمرة للطرفين. ويمثل مبلغ ال200 الف دولار نسبة 20 في المئة من جوائز لقاء باريس، وهو الاعلى منذ العقد الذي وقعه ريمون لور لاحضار الاميركي كارل لويس والكندي بن جونسون بعد انتهاء فترة ايقافه، للتسابق عام 1991 في مدينة ليل الفرنسية. وفي ايام عزه كان لويس يتقاضى مبلغ 100 الف دولار للمشاركة وبرفقته "مجموعة" نادي "سانتا مونيكا تراك كلوب". من هنا يأمل المنظمون ان يعيد تألق بولت الايام الذهبية للمضامير، كما كانت عليه في عقد الثمانينات من القرن الماضي. وفي الجانب التسويقي-التجاري، يلفت بوكييه الى ان تحطيم الرقم القياسي للمتفرجين في ستاد سان دوني "هدف في حد ذاته ايضا" من الناحية التجارية. وتستوعب المدرجات 74 الف متفرج، ورقم 70253 متفرجا صامد منذ عام 2005، وشهد المضمار تسجيل باول في سباق ال100م زمنا مقداره 85ر9 ثانية. بينما الرقم الاسرع في ال200م سجله الناميبي فرانكي فريديركس عام 1996 في ستاد شارليتي (95ر19ث). وكان الاميركي تيم مونتغومري سجل رقما عالميا في ال100م (78ر9 ث) عام 2002 في شارليتي، حذف لاحقا من سجلات الاتحاد الدولي بسبب اكتشاف تعاطيه منشطات. وبعد "فورة" الجمهور في ستاد دي فرانس عام 2005 تراجع الاقبال وبلغ 50652 متفرجا العام الماضي. ويلفت بوكييه الى ان جزءا كبيرا من تمويل صفقة "الصاعقة" بولت "مضمون من خلال حماسة الراعين الاساسيين للانشطة في الاستاد وشركة الالبسة الرياضية بوما". في المقابل، استغرب منظم لقاء لوزان الدولي جاكي دولابيار تخصيص "هذا المبلغ الكبير لضمان مشاركة بولت"، علما انه اعلن العام الماضي ان العداء الجامايكي "لا يقدر بثمن". واستدرك قبل ايام التناقض الوارد في تصريحيه، موضحا انه قصد "المقابل المرجو فنيا من انفاق هذا المبلغ". ووجد منظم لقاء موناكو المقرر في 28 تموز/يوليو جان بيار شوبل العرض "مرتفعا جدا". ونفى منظم لقاء ستوكهولم رانيي سودربرغ اهتمامه بدخول "سباق الاستقطاب"، خصوصا ان الاستاد صغير في العاصمة السويدية يمتلىء عن آخره (14500 متفرج) والتريث "حكمة بحد ذاته". طبعا، المعطيات المتوافرة لمؤشرات موسم 2009 غير واضحة تماما في ظل برودة منظمين، وجدوا في اطلاق دوري الماسي العام المقبل فرصة لتنظيم عقود واضحة واتفاقات في ما بينهم تضمن حدا معقولا وثابتا من الاسماء الكبيرة في السباقات المعتمدة ضمن البرنامج. وبالتالي، لن يكون عذرا مشروعا قول منظم لقاء روما ان لويجي دونوفرييو "طالما وقع بولت للمشاركة في باريس اشك ان يهتم بالحضور الى روما في 10 تموز/يوليو". ينطلق بولت في برنامجه الواعد من العاصمة الجامايكية كينغستون التي ينظم لقاؤها الدولي في 2 ايار/مايو المقبل. وسيخوض بعدها سباق لل150م في مانشستر في 17 ايار/مايو. ويجري ال100م في لقاء نيويورك الدولي (31 ايار/مايو)، كما يشارك في لقاء تورونتو يوم 12 حزيران/يونيو لكنه لم يحدد المسافة بعد. وتنتظر بولت تصفيات المنتخب الجامايكي لبطولة العالم في كينغستون (26 الى 28 حزيران/يونيو) على مسافتي ال100م وال200م اللتين سيتنطح لهما في بطولة العالم فضلا عن سباق البدل 4 مرات 100م سعيا الى كسب "ثلاثية عالمية" على غرار "الاولمبية". وبعد باريس، ينتظر بولت لقاء لندن (24 و25 تموز/يوليو) وقد يشارك في ستوكهولم في 31 منه (100 م)، وفي زيوريخ (28 آب/اغسطس) وبروكسل (4 ايلول/سبتمبر) عقب بطولة العالم (15 الى 23 آب/اغسطس).