نخصص هذا المقال لقضية مهمة ألا وهي قرصنة جيوب المواطنين نهارا جهارا .وقد يقع أي مواطن كما وقعت شخصيا في قبضة عصابة متخصصة في نهب جيوب المواطنين البسطاء ..تحت التهديد بالسلاح الأبيض في طريق العرعر المؤدية ل" حي الشرف" ذهابا و ل "الحومة الشوك" ايابا ولحسن الحظ أن زعيم القراصنة عرفني فسمح لي بالمرور وأقنع اصدقائه بقوله هذا" من الحومة " وبطبيعة الحال أخلو سبيلي حيث كنت ذاهب عند أحد الصدقاء في" حي الشرف "في مهمة مستعجلة على الساعة الثانية عشر ليلا . هناك أكثر من قصة وعملية نهب وسطو ونشل وقعت وتقع وستقع للكثير من المواطنين والمواطنات وهناك ممن وقع في شباك بعض العصابات أعرفهم شخصيا والكثيرأسمع عنهم و لا أعرفهم .ولا يمر يوم أو ساعة بدون أن تقع عملية نصب وسرقة وسطو على أحد المنازل وقد تصل الجرأة بهؤلاء الأوباش حد تجريد المواطن البسيط من لباسه عندما يجدون جيبه "خاوي كصفر"أوطعنه بسكين أو ضربه بساطور لرأسه .وهذا يجعل المواطنين لا ينعمون بالأمن والطمأ نينة والسلامة على حياتهم في ظل تفشي الجريمة في الأحياء الهامشية المظلمة (النقط السوداء) ونتساءل هنا أين دوريات الأمن الوطني ؟ما هي أسباب ضعف التغطية الأمنية لهذه الأحياء ؟هل ترجع لقلة رجال الأمن أم الى كفائتهم ونجاعة تدخلهم ؟متى ينعم المواطن العادي بالأمن والاستقارار وهو ذاهب الى عمله في الصباح الباكر أو راجع الى بيته في وقت متأخر من الليل؟ما هي الأسباب والدوافع التي تؤدي بهؤلاء المجانين الى اعتراض سبيل المواطنين والاعتداء عليهم وترهيبهم؟كيف نواجه ثقافة "التكريع" و "الكريساج" في المجتمع ؟ كل من يعترض سبيل المارة في الليل أو النهار على السواء شاهرا سيفه الحاد له دوافع ومن وجهة نظري فالدافع الأساسي هو الحصول على المال لشراء "البلية" التي قد تكون "حشيش" أو" بابيلا" أو " الدلوان والسلسيون" أو" الروج."..وبالتالي يمكن القول ان كل من يمتهن مهنة" الكالا "(التكريع/السرقة) هو شخص مدمن والحاجة تدفعه الى فعل كل شيء للحصول على المبلغ الكافي لدفعه " للبزنازذ الحومة " ويمكن تفسير ارتفاع معدل الجريمة والسرقة الموصوفة مع سبق الاصرار والترصد بانتشار" الغبرا" (الكوكايين) وكثرة المتعاطين لأن عندما يرتفع العرض يرتفع الطلب خاصة في الأحياء الشعبية حيث تنتشر كالنار في الهشيم وسط الشباب والمراهقين وعندما تلتقي المخدرات بالفقر مع الأمية وما جاورهما من الصعب التنبؤ بالنتيجة فقد تكون السرقة أقصر الطرق أو"الحريك "أو أي شيء من هذا القبيل هي الخلاص ومنه يصعب الحديث عن الاستقرار والأمن بأنواعه في المجتمع . وما دمنا تحدثنا عن الكوكايين بدأنا نلاحظ الكثير من الشباب خاصة القاطنين في "حومة الدادي" يتعاطون للتسول وهؤلاء جميعهم" مبليين بالقلي" وهذا التسول أشبه بالسرقة /الكريساج المقنع بقناع مد اليد .بحيث يحدث وأنت تهرول الى عملك أو منزلك فجأة يوقفك شاب قوته الجسمانية " تطيح الجبل" يقول لك " واحد المرأة عتعمل العملية" أو" كملي نشيري الدوا ء نواحد السيد ..".هذا يقع في شارع مكتظ بالمارة أما اذا كنت في مكان هامشي أو جانبي يكاد ينعدم فيه الناس قد تنقلب الآية وتصبح "السعاية " "تكريع" وتتغير كلمة" كملي" ب "طلع"... يبقى في الأخير أن نقول " الله يعفوا علينا وعليهم ". وعلى من يهمه الأمر أن يعجل بالتحرك لوقف زحف جحافيل " الشفارا" التي تروع الآمنين . وبه وجب الاعلام والسلام