تقدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بطلب رسمي لانضمام بلاده من جديد إلى قيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وفقا لمسؤولين في فرنسا والحلف.وأضاف هؤلاء أن خطابا بهذا الشأن تم تقديمه الخميس إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر وذلك على هامش القمة الأوروبية التي عقدت في بروكسيل ببلجيكا وأنهت أعمالها الجمعة. وتقديم الخطاب هو أمر شكلي لكنه ضروري لتفعيل عودة فرنسا لقيادة الحلف الذي يحتفل بعد أسبوعين بمرور ستين عاما على تأسيسه حيث تعقد قمة لهذه المناسبة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أعلن عودة بلاده الى قيادة حلف شمال الاطلسي بعد اكثر من اربعة عقود من الغياب اثر سحب الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول باريس من القيادة عام 1966 بحجة ان انتماءها للحلف يشكل خرقا للسيادة الفرنسية. وقد رحب شيفر بالقرار الفرنسي بالعودة الى قيادة الحلف، وقال إن المشاركة الكاملة لفرنسا في صنع القرار المدني والعسكري وعمليات التخطيط من شأنها تعزيز قوة الحلف. واكد ساركوزي قراره في خطاب القاه امام مجموعة من الخبراء في مجال الدفاع في المدرسة الحربية في العاصمة الفرنسية. ويعتقد الذين يشكون في صواب هذا القرار ان فرنسا "ستصبح نسخة طبق الاصل عن بريطانيا". لكن ساركوزي قال ان "لا جدوى من بقاء فرنسا وهي عضو مؤسس للناتو خارج دائرة اتخاذ القرار الاستراتيجي للحلف". واضاف ساركوزي ان "هذا التقارب مع الحلف يعزز الاستقلال الفرنسي بينما الابتعاد يجعله محدودا لانه يقلل من قدرة فرنسا على التحرك والمناورة"، معتبرا ان "على باريس التقدم لان الدول والامم الوحيدة والمعزولة لا تستطيع التقدم وتفقد نفوذها". كما اشار ساركوزي في كلمته ان "هناك حاجة ماسة الى دبلوماسية قوية ومنظومة دفاعية صلبة والى اوروبا قوية". ووصف الرئيس الفرنسي دور الناتو ب"المحوري" بالنسبة لامن فرنسا وسياستها الدفاعية لكنه في الوقت نفسه اصر على "عدم تنازل بلاده عن ترسانتها النووية". ولكن المعارضة الفرنسية سارعت الى انتقاد قرار ساركوزي فقالت زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري ان "لا شيء يبرر اليوم عودة فرنسا الى مجلس قيادة الناتو، فلا عجلة ولا حاجة ماسة، ولكن هناك ما يمكن تسميته بالاطلسية التي تصبح شيئا فشيئا ايديولوجية". من جهته، يدافع وزير الدفاع الفرنسي هيرفي موران عن قرار ساركوزي قائلا ان "ليس هناك ما يجبر فرنسا على الالتزام بالسياسات الامريكية والموافقة عليها فيما يتعلق بمسائل كحرب العراق التي كانت تعارضها باريس". واضاف موران ان المانيا مثلا، على الرغم من موقعها الثابت في الناتو، نجحت بالتمايز عن الولاياتالمتحدة وبمعارضة الحرب على العراق".