في هذا الزمن الرديء، لا يمكن أن ننتظر صحافة نزيهة وصحافيين نزهاء، موضوعيين ، يحرصون كل الحرص على قول أو كتابة الحقيقة المجردة عن الأهواء والأكاذيب والترهات. مؤخرا، طلعت علينا جريدة وطنية كبيرة بمقال يخص واحدا من شخصيات المدينة البارزين، وأحد رجال الأعمال المرموقين، تتقوّل عليه فيما يتعلق بحياته الشخصية العائلية ، دون احترام الحق في حميمية الإنسان، وهو من أقدس حقوق الإنسان، لا يتطاول عليه إلا جاهل أو ماكر أو كذاب مفتر أثيم.ا... صحافة النكد والعبث، والكبت الإعلامي، طلعت بمقال يقدم «معلومات» من نسج خيال مريض، «مكتئب» سياسيا وإعلاميا، وأخلاقيا، مفاده أن المسؤول الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار تعرّض لصدمة قوية بسبب رفض الحزب الذي ينتمي إليه توزير ابنه وابنته في الحكومة الجديدة.ا.....والحال أن هذا الموضوع لا يمت للحقيقة ولا للواقع بصلة. فلم يحصل أن جال بخاطر المعني بالأمر ولا بخاطر ولديه، فكرة من هذا القبيل، ، أولا لأن الإستوزار يتم عبر آليات مضبوطة وعلى مستويات عالية ، يحددها الدستور، ولأن ولد وبنت المعني بالمقال يشغلان منصبين هامين في هرم الدولة ويتحملان مسؤوليات هامة وكبيرة، كل في مجال اختصاصاته وتكوينه وثقافته المهنية والسياسية. ثم إن الإستوزار لا يتم عبر تقديم طلب خطّي مرفوق ببيان عن السيرة الذاتية.إنها مسؤولية رفيعة من مسؤوليات الدولة، كما لايخفى على نبيه. وبالتالي، فإن التنصيص على هذا الموضوع كمادة أساسية في مقال يتصدر الصفحة الأولى من الجريدة المذكورة ينمّ عن فكرة مبيّتة بهدف الإساءة إلى الرجل الذي يعلم الجميع في هذه المدينة نزاهته واستقامته ووطنيته وانخراطه في مخططات تنمية المدينة اقتصاديا. ومما يؤكد إرادة الإساءة المبيتة، إشارة محرر المقال إلى مضايقات سابقة ، تعرض لها المعني بالأمر، لأنه وجه عمومي معرّض للكثير من المخاطر، ككل الوجوه العمومية ، وهذا لا يمس بشخصه ولا بمكانته ولا بالاعتبار الذي يحظى به بين وجهاء المدينة ورجالاتها الأفذاذ. وقد يتساءل المرء لماذا هذا التسيب في حق رجل يشهد الجميع بجديته وعصاميته واجتهاده في خدمة مدينته وبلده، الجواب هو أن الجريدة المذكورة تواجه في الوقت الراهن دعوى قضائية بالقذف ، من طرف المعني بالمقال الجديد للجريدة، ، بسبب رفضه التنازل عن الدعوى اعتبارا لفظاعة الافتراءات التي كتبت في حقّه في مقال سابق. وهذا حقّه المطلق بقوة القانون. إلا أنه من المؤسف حقا أن تتحول الصحافة المغربية، وفي هذه الفترة الحاسمة من حياة الوطن، إلى «بركة عكرة » تسبح فيها مخلوقات غريبة، شاذة، لا تراعي للمواطن حقا ولا حرمة وتبيح لنفسها التطاول على خصوصيات الناس وحميميتهم، بنشر «حقائق» المقاهي والأسواق، بينما للإعلام رسالة نبيلة، غايتها الإعلام والتثقيف والتربية والتكوين . فأين هذه الجريدة من هذه المبادئ الرفيعة التي تشرف الإعلام والإعلاميين حين تتحول جريدة إلى منبر استفزاز واسترزاق وتحّرش، تنشر الأكاذيب والأقاويل والترهات، صباح مساء!.....