كثيرة هي الرسائل المرسلة اليكم التي لا تصلكم لانسداد جميع القنوات بينكم وبين أبناء الشعب . لكن هذا لايعفيني من فعل ما يمليه ضميري علي ، ليبقى التاريخ شاهدا ، ويبقى جميع من تصلهم الرسالة شهودا على محاولة من اثنتين قمت بهما أنا شخصيا ، وهما محاولتان من مآت المحاولات التي قام بها غيري ممن طحنتهم ماكينة الظلم في عهدكم . المهم ، يشاع أنكم ستقومون بزيارة رسمية الى منطقة بني مكادة خلال الأيام القليلة المقبلة . وتحديدا الى حي أرض الدولة الذي شهد في نفس الزمن من السنة الفارطة انتفاضة شعبية ضد حيف اداري جليل اثر خطأ ارتكبه بعض رجال الدولة في حق مواطنين ، كان على اثرها قد وعد وزير العدل باجراء تحقيق في القضية لا ندري للآن النتائج التي آل اليها التحقيق. تعرض أهل حي أرض الدولة منذ الثمانينيات الى سرقة موصوفة تجلت في سرقة أجزاء من أراضي أهلها ، اثر هيكلة الحي من حي قصديري الى حي اسمنتي ، فتمت سرقة عشرة أمتار من كل بقعة أرضية ، وأربعين مترا من بقع أخرى ليبني بعض المستضعفين منازل مساحتها ثلاثون مترا ، تصور وأنتم من تكنون القصور اللامحدودة كيف تسكن أسرة مكونة من خمسة أفراد في سكن لا تتجاوز مساحته ثلاثين مترا ؟ . هل تدركون ماذا صنعوا بالمساحات المسروقة ؟ ، لقد أقاموا فيها مبنى سكنيا هائلا بعد أن تم بيعها من قبل رجال الدولة الى سماسرة العقار ، واسأل عمن اشترى تلك القطعة ؟ . هذه حالة لجرم مثبوت ، اما الجرائم العامة ، فيمكن تحديدها في التهميش والاقصاء الذي تعرض له ابناء هذه المنطقة على جميع المستويات . أما عني فيكفي أن تعلم أنني تعرضت في عهدكم لظلم سيظل جرحه نازفا الى يوم العرض ، وطبعا تتحملون أنتم شخصيا مسؤولية ما تعرضت اليه من ظلم ، لأن حكم المحكمة الادارية في طورها الاستئنافي صدر باسمكم ، مع العلم أنهم لم يضيفوا ما يؤيد الحكم ، لأنه ببساطة لا وجود لأي شيئ قد يدين موظفا لم يأت بأي خطأ مهني أو وظيفي أو سياسي . ستزور المنطقة وجماهير غفيرة من ابناء الشعب تهتف لك ، بعد ان يجمعهم أعوان السلطة ويوقفونهم في طريقك للهتاف "عاش الملك " ، ثم تنتهي الزيارة بوضع حجر الأساس ، وتعود الى قواعدك سالما ، دون ان تعود لتتأكد من انجاز المشروع حسب المواصفات المطلوبة ، كما هو حال عشرات المشاريع التي تم اقفالها غب تدشينك لها ، كالمكتبة العامة بالعوامة ، والمستشفى الجامعي والمشروع الذي كنت دشنته في زيارتك سنة 2000 الى ما كنا نسميه " حموة النصارى " ودشنت مكتبة وساحة خضراء ، فالتُهمت المكتبة وأقاموا على أرضها ايضا مساحة خضراء . ستزور المنطقة وتعود الى قواعدك سالما ، لكن الوضع لن يتغير ، ما لم تتغير المقاربة الأمنية والادارية للمنطقة .ما أطالب به ، مادام أن العمل الجمعوي غير متوفر في هذه المنطقة ، هو ان تتم تغيير نظرة رجال الدولة الى المواطنين ، وتعملوا على تعيين رجال سلطة يتميزون بعقلية منفتحة وبرؤية مواطنتية ، وبهاجس التطوير وخدمة المصلحة الشعبية ، والقطع مع ممارسات ماضوية متجاوزة . وتقبلوا سيادتكم واجب الاحترام . والسلام