أسئلة بلال فضل الصحفي الشاب المصري ، المعروف بثقافته الواسعة وبطريقته الخاصة في تناول موضوعاته ، تثير تساؤلات وعلامات استفهام أخرى . لكن بلال فضل يعتبر نفسه علمانيا ، مما يجعلنا نلتفت الى الضفة الأخرى مع الصحفي مع الصحفي المتعاطف مع الاخوان وائل قنديل في مقاله عن نبأ انتحار الرئيس مرسي ، حيث يتساءل الصحفي عن الظروف والملابسات التي تحيط بالأحداث التراجيدية بمصر بدءا بقتل آلآلف المصريين غب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، وانتهاء بسيناريو اغتيال الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وتصويره كونه كان انتحارا ، كما يفترض الصحفي وائل قنديل . الى هنا فالمسألة عادية والموضوع في كلا المقالين ؛برغم تقاطب الصحفيين وتعارض توجهاتهما ، واضح هو توجيه الاتهام الى الدوائر الرسمية ، وبخاصة العسكرية باللعب بمصير المصريين وبأرواحهم وبمستقبل مصر ، لكن بلال فضل يوجه اتهامه عبر جدال وسؤال وبالمرموز ، بحيث يحمل القارئ بتقنية التوجيه الذهني الى ادانة العسكر ، بينما يعتمد وائل قنديا خطابا مباشرا ويوجه اتهاماته الثقيلة مباشرة الى الجيش . ومن جانبي سأعمل على ربط ما يجري في مصر بالسرعة ، أي من خلال كرونولوجيا الأحداث والسرعة القصوى التي تجري بها ، وكمّ الجرائم التي تمت في ظرف وجيز على امتداد الرقعة المصرية الشاسعة ، فمن شرق القاهرة " رابعة العدوية " الى جنوبسيناء حدثت فجائع وأهوال ومجازر وأحداث لا يمكن النظر اليها من خلال الصدفة أو قراءتها من منطلق رد الفعل . لا يمكن في بلد ما أن تقوم فيها القيامة خلال أسبوع ، وأن يتم قتل المواطنين المتظاهرين والمعتصمين ، واحراق 43 كنيسة ، وقتل عدد من المسيحيين ، وتصفية 38 سجينا ، واستشهاد 28 مجندا أعزلا في لحظات في منطقة تعتبر عسكرية ، ثم اعتقال مرشد الاخوان بمعية أحد كبار قادة التنظيم . هذا مع تفريخ مصطلحات تهم الارهاب ، كالفاشستية الدينية ، والخروج على القانون ، ومصر تحارب الارهاب ، التي جعلها التلفزيون المصري شعارا له على يسار الشاشة مكتوب باللغة الانجليزية ، كاشارة واضحة الى توجيه الشيفرة المقروءة بكل فصاحة ووضوح الى الغرب . فالحرب منذ القديم الى عصر هتلر مع وزيره جوبلز الى يومنا هذا لا بد وان تكون شاملة ، وقد اصبح للاعلام اليوم دور قيادي في توجيه سيناريو الأحداث الوجهة التي تخدم اي جانب او طرف من المتحاربين ، خاصة في أمة يزيد عدد الأميين فيها عن نصف سكان البلاد . انه أشبه بسيناريو محبوك بعناية ، تم تتويجه باعتقال المرشد العام بعد اغتيال 28 من خيرة شباب مصر ، جنود في حالة حرب ضد الارهاب ، لكنهم بلا سلاح ، مما يطرح سؤالا بدهيا حول توقيت اعتقال المرشد ، وهل كانت أجهزة الاستخبارات المصرية تعرف قبلا مكان تواجده وانتظرت اللحظة المناسبة لاعتقاله كي يتحمل أوزار جميع ما يحدث بمصر . ثم كيف سمحت الادارة العسكرية بانتقال ذلك العدد من الجنود الشباب عديمي الخبرة القتالية بالانتقال الى منطقة عسكرية دون حراسة او متابعة ودون سلاح ؟ . سرعة الأحداث لايمكن أن تكون اعتباطية ، أو بفعل يقظة اجهزة الأمن المصرية على تعددها ، اخذا بعين الاعتبار هذا السخاء والدعم السعودي للنظام المصري الجديد . والسعودية تعتبر المنفذ المطيع والحرفي لتعليمات الاستخبارات الأمريكية ، ولا يستبعد أن تكون متورطة في علاقات مفتوحة مع الموساد الاسرائيلي ، عكس الأمير القطري السابق الذي اندمج في اللعبة وبدأ يتجاوز المربعات المحددة له من قبل اسياده ، فتم عزله . لم نتعود من أجهزتنا ومن مسؤولينا ومن أنظمتنا ان تعمل من أجل رفاهتنا وسلامتنا ، وهذا يعتبر في حد ذاته مدعاة لتساؤلات واتهامات مباشرة للنظام المصري العسكري الجديد . فقد عودتنا هذه الأنظمة على خدمة أجندات غربية ، واشباع نزوعاتهم ونوازعهم الشخصية وآخر ما يفكرون فيه هو مستقبل الوطن ورخاء وسلامة المواطن .