في عالم السياسة كل شيء ممكن، وما دمت في المغرب فلا تستغرب ، والغريب في الأمر أن طنجة والى وقت بغير بعيد كانت المجالس الجماعية تنهج جهوية الأحياء وتبرمج الأشغال والورشات المتعلقة بالبنيات التحتية كتعبيد الطرق والازقة والانارة العمومية والصرف الصحي والحدائق العامة ورخص البناء وازالة النقط السوداء ومخلفات البناء... اعتمادا على معايير مجحفة تمييزية وعنصرية وانتخاباوية، نذكر منها : - تمركز الكتلة الناخبة (الحي الذي يصوت بكثافة) - الولاء للرئيس - نوع الطبقة الاجتماعية القاطنة للحي وحقيقة فهذه المعايير الماضوية والاقصائية تعكس القصور والعقم الفكري وتدني المستوى التعليمي لأغلب المنتخبين ، ويعبر عن مدى غبائهم وتشبتهم بكراسيهم وخوفهم على فقدانها و محاسبتهم لاحقا. فهذه المعايير فصلت لزمان غير زماننا ولم تعد صالحة لعصرنا عصر العلم والتكنولوجيات الحديثة وشبكات التواصل الإجتماعي التي أطاحت بحكومات. فلتعلم الأحزاب التقليديةأن قوانين اللعبة وموازين القوى تغيرت، وعليها تحمل مسؤوليتها ابتداء من اختيار مرشحين ذوي شهادات عليا وكفاءات مؤهلة تتميز بمجموعة من الصفات اهمها: - القدرة على الالتزام وتحمل المسؤولية - القدرة على التواصل والابداع وابداء الرأي والقوة الاقتراحية - القدرة على المساهمة في صياغة برامج تنافسية لتدبير الشأن المحلي. وذلك للحيلولة دون تحول بعض المنتخبون الى متسولين وسماسرة أتفه الأشياء وبالتالي اعاقة وشلل عمل المجالس الجماعية وتمرير مشاريعها. ولطالما اكتوت ساكنة حي المجد بالمعايير الظالمة السابقة الذكر وكانت أغلب مطالبهم تلقى آذان صماء باعتبار أن الحي لا يتوفر على كتلة ناخبة مهمة كما يردد بعض السفهاء من المنتخبين الانتهازيين والوصوليين واللاوطنيين ، الذين يجهلون أن الخدمات حق للجميع سواء كنت مناصرا ومواليا أو معارضا كما هو متعارف عليه في جميع الديموقراطيات العالمية. ولكي لا نكون متشائمين نرى فقط الجزء الفارغ من الكأس وناكري الجميل، يجب أن نعترف بأن الأزهار تبرز من بين الأشواك، وأن هناك بعض المنتخبون الشرفاء الذين تحملوا مسؤولياتهم باخلاص دون تمييز وأبانوا عن حنكتهم السياسية و اكتسبوا ثقة الساكنة وأخص بالذكر هنا السيد علي السويقي أحد نواب رئيس مقاطعة بني مكادة الذي وجدته الساكنة منصتا لمشاكلها ومتفاعلا معها ومقترحا لبعض الحلول في حدود المتوفر لدى المقاطعة أما المشاكل الأخرى كالبريد والانارة العمومية والطرق والمساحات الخضراء والنقط السوداء الناتجة عن مخلفات البناء ودار الحي فتم نقلها الى السيد عمدة المدينة الذي حدد لجمعيات الحي موعدا للحوار بتاريخ 25 أبريل2013 حيث دار النقاش في جو من المسؤولية والشفافية والصراحة و الصدق، ووعد السيد العمدة بايجاد حلول لمشاكل الحي وهذه أهم النتائج دون محضر موقع : - بخصوص دار الحي أكد السيد العمدة أنه سيتم تعيين مديرة جديدة لها، وأسرعلى أحقية جمعيات الحي في الحصول على مقر بها. - بخصوص المناطق الخضراء كلف السيد العمدة المسؤول عن المناطق الخضراء باعداد ملف تقني مفصل عن المناطق المخصصة للمناطق الخضراء بحي المجد وتقديمه اليه في أقرب وقت. - بالنسبة للطرق ذكر السيد العمدة بأن صفقة الشطر الثاني بحي المجد أنها في طور الانجاز، وفوض شفويا للجمعيات تتبع ومراقبة الأشغال دون الحصول على دفتر التحملات. - بالنسبة للانارة العمومية وعد بالعمل على ضرورة اعادة هيكلة البنية التحتية المتعلقة بهذا القطاع. - بالنسبة للبريد وعد السيد العمدة بايجاد حلول بتنسيق مع الجهات المختصة، وللتذكير فإن حي المجد لا يتوفر لحد كتابة هذه الأسطر على خدمة البريد. وبعد مرور بضعة أيام من الحوارخرجت لجنة تقنية لمعاينة المساحات المخصصة للحدائق العمومية، وانطلقت أشغال الشطر الثاني من تعبيد الطرق بحي المجد، وتم الضغط على شركةTecmed التي قامت بازالة مخلفات البناء من بعض شوارع الحي. هذه الخطوات التي قام بها السيد العمدة تجاه ساكنة الحي يستحق عليها الشكر الجزيل لأنه أولا فتح بابه لجمعيات الحي وثانيا لأنه بدأ في أجرأة ما وعد به ، ولكن الساكنة لازالت تراهن عليه في تحقيق باقي المطالب أهمها اخراج المناطق الخضراء الى حيز الوجود لأن الحي من أكثر المناطق تلوثا بطنجة والحصول على خدمة البريد والانارة العمومية والسهر على انجاز الشطر الثاني من الطرق وفق دفتر التحملات ودون خروقات ونقط سوداء كما حدث في الشطر الأول ، وتمكين الجمعيات من مقرات بدار الحي.