قد يظن الإنسان عندما يقع في شرك الرذيلة أن لا مخرج منها، لكن المغربي "أمين .أ" الذي أدمن دخول المواقع الإباحية على الإنترنت تلبية لغرائزه تسلح بالإرادة، وهزم هذه العادة السيئة. ورغم حساسية القصة والحرج الذي تنطوي عليه؛ إلا أن أمين ابن مدينة الرباط ، وافق بصدر رحب على عرض قصته على صفحة الأمل في موقع mbc.net ليعطي من خلالها ولو بارقة أمل للغارقين في اللذات الوهمية بالمواقع الجنسية. كلمة السر في معركة "أمين" لمواجهة المواقع الإباحية كانت زوجته التي ساعدته بكل ما أوتيت من قوة للخروج من النفق المظلم الذي كاد أن يقوده إلى الهاوية. وكما يقول أمين، فلا توجد وصفة سحرية للإقلاع عن إدمان المواقع الإباحية، فكل ما يتطلبه الأمر هو التسلح بالإرادة، والعزيمة، والتمسك بالإيمان الذي يزيد المرء قوة ومقاومة لجاذبية المواقع الإباحية. في البدء.. كانت الرذيلة ترجع قصة أمين مع هذه المواقع إلى رفقة السوء، حين كان يجتمع مع أصدقائه في "مقاهي الإنترنت" بغية اكتشاف هذه التكنولوجيا الجديدة (الإنترنت) كغيرهم من الشباب الذين أثار فضولهم ما تعج به هذه الوسيلة من إمكانيات هائلة للمعرفة والبحث والتواصل. ومن بين الأشياء التي أثارت فضولهم تلك المواقع الخليعة التي تظهر بطريقة لا إرادية أثناء تصفح مواقع أخرى عادية، ليجد الشباب أنفسهم يشعرون بمتعة من مشاهدتها وتصفحها، معتبرين أن الموضوع لا يعدو أن يكون إشباعا لفضول أكثر منه إشباعا للغريزة، وهنا يقول أمين "بدأت أتعلق أكثر فأكثر بهذه المواقع بحكم سذاجتي وجهلي بأضرارها وسلبياتها، وعدم تصوري أنها ستتحول إلى عادة فيما بعد". وبدأت تزداد هذه العادة حدة لدى أمين كلما زادت سهولة الدخول إلى الإنترنت، وخصوصا بعدما أدخل والده خط إنترنت سريع إلى المنزل، الأمر الذي زاد من إدمان أمين على المواقع الإباحية. ويقول أمين وهو يتذكر بحسرة تلك الأيام: بعد سنوات أدركت إدماني لهذه المواقع إلى درجة أصبحت أرى راحتي معلقة بطول مدة مشاهدة تلك المناظر التي أشمئز الآن من مجرد تذكرها. وبعدها دخلت صراعا نفسيا رهيبا -والكلام لأمين- "فكل محاولة للإقلاع عن هذه العادة كانت تبوء بالفشل، حتى إنني أصبت بالإحباط، وشعرت أني كالمحكوم عليه بالسجن الأبدي داخل زنزانة اسمها "المواقع الإباحية". ويتابع "كنت أوهم نفسي بالقدرة على الإقلاع عنها يوما من الأيام، لكن سرعان ما تتلاشى عزيمتي حينما أجد نفسي مسلوب الإرادة أجري وراء تلبية شهوتي مرارا وتكرارا، إلى درجة صرت فيها أشبه بالمدمن على الأفيون". الرومانسية.. نقطة تحول وفي يوم من الأيام، خطرت لي فكرة قضاء بعض الأيام في إحدى المدن الساحلية بعيدا عن المنزل، حتى أستطيع التخفيف من حدة إدماني، لكن يبدو أن القدر كان رحيما بي، حيث وضع في طريقي نقطة التحول التي أنتظرها. جلست بجواري في القطار فتاة رقيقة في نفس عمري تقريبا، تجاذبت معها أطراف الحديث طيلة الرحلة، وربطتني بها علاقة ود، وتوالت لقاءاتنا حتى أصبحنا زوجين يكمل كل منا الآخر، كما يقول أمين. لكن الشاب المغربي يواصل حديثه قائلا: "كنت أخجل من مصارحتها أنني أدمن تلك العادة البغيضة، غير أني بعد تردد قلت إن حبي لها لن يكتمل إلا بالشفافية الكاملة، وفعلا تشجعت وقلت لها الحقيقة". المفاجأة أن زوجة أمين لم تنفر منه، بل عاهدته على المضي قدما للتخلص منها، ويقول: "فعلا بدأت تراقبني وتمدني ببعض الكتب لأشغل بها نفسي بدل الجلوس على الحاسوب، كما أن الشعور بالخوف من فقدانها في حال الاستمرار على دخول تلك المواقع دفع بي إلى الإقلاع تدريجيا عن ذاك الإدمان". ويختتم أمين قصته بالقول إنه مع مرور الوقت لم تعد بنفسه أي رغبة في مشاهدة أية صورة خليعة، بل فهم أن العلاقة الجنسية مع زوجته شيء مقدس، ويجب احترامه، والتعامل معه بعقلانية، وعدم الانسياق وراء شهوات تسيء إلى الكرامة.