بداية ، لست إلا تقنوقراطيا ، بالمفهوم القانوني في مدونة الانتخابات و مدونة الأحزاب ، وبالمفهوم العام غير متحزب ، و لست بطاقة أو رقم تسجيل لدى أي حزب حتى لا اتهم بعبارات تافهة من قبيل الأصوات الملتحية ، ولكني متتبع باستمرار لتطورات للشأن الوطني . أقول ، بشرى للمغاربة عامة ،و الحكومة المغربية خاصة على الانتصار في معركة يوم السبت رغم غيابها ، لقد انتشر خبر القرار المبدئي للمجلس الوطني لحزب الاستقلال اليوم السبت بالرباط عقب انعقاد دورته العادية الثالثة انسحاب الحزب من الحكومة الحالية ، في انتظار كلمة للملك الأخيرة ،و أتمنى أن يقبل الملك هذا الطلب . لطالما تحدث السيد بنكيران عن التماسيح و العفاريت و المفسدين ، في السياسة يضافون إلى تماسيح أخرى في الاقتصاد و العقار و التجارة و السكن و الصحة ، السيد بنكيران عندما يتحدث عن العصا التي تقف أمام عجلة الإصلاح ، لا يقصد في بعض المداخلات إلا أطرافا داخل الحكومة، تمارس النفاق السياسي ، لان المعارضة ثبت ضعفها منذ الأشهر الأولى من للحكومة ، وبقية مجرد فزاعة في يد أما التيار اليساري الراديكالي ، او في يد عبد اللطيف او بنشماش اللذان حولا البرلمان بغرفتيه إلى مقهى او سوق شعبي الكل يصرخ . السيد عبد الحميد شباط ، يعتقد ان المغاربة تناسوا كل الفضائح التي ارتكبت في عهد حكومة حزبه و بني جلدته ، مثل فضيحة "" النجاة و فضيحة التوظيف المباشر ،و فضائح اقتصادية و مالية و تجارية و عقارية سيدفع المغاربة ثمنها غاليا لسنين طويلة ،و كمثال على ذلك لقد أدت عمليات التوظيف المباشر الذي شابها أولا محسوبية و زبزنية كبيرة ، فاغلب الذين نالوا حظ التوظيف المباشر اغلبهم ينحدرون من اسر معروفة بانتماء أعضائها إلى حزب الاستقلال ، ثانيا و هو الأخطر ، كل الذين عينوا في وظائف حساسة التعليم و الصحة و الجماعات الحلية ،وبأجرة خيالية لا تتناسب مع سنهم ، كان عطائهم في الوظائف مخجلا ، فكم من تلميذ ذهب ضحية أستاذ عين بشكل مباشر ،و انا شخصيا ، صادفت تلاميذ و اعرفهم جيدا ،و الله العظيم أنهم بكوا عند الحديث عن أستاذهم الذي عجز عن إيصال رسالته التي كلف بها ،و كان هذا الأستاذ سببا في رسوب التلاميذ في الثانوي التاهيلي ، أيضا فضائح التعيين المباشر في الأكاديميات و النيابات و المؤسسات التعليمية لا تزال مستمرة إلى اليوم ، ومن أراد التأكد ، ما عليه ألا مجالسة الرؤساء المباشرين ( مدراء المؤسسات مثلا) السيد شباط ، ربما يحلم بان يكون رئيسا للحكومة في المستقبل القريب ، ولكن هيهات ، لا يمكننا أن نثق مرة ثانية بحزب الاستقلال ، فلازلنا نعاني من فضائح الحزب و الفساد الذي انتشر في عهد حكومة الاستقلال ، هل اعتقد السيد عبد الحميد شباط أن التاريخ سوف يتوقف ،وان المغاربة سوف يخرجون إلى الشوارع ،و يقولون: " الشعب يريد شباط " لن يكون ذلك ، بل أنا كمواطن جد فرح لان التماسيح بدأت تعترف بالهزيمة أمام السيد بنكيران و تتراجع إلى الوراء .إذا صح ،و نفذ قرار الانسحاب ، فان جميع الحبال التي كانت تشد و تحد من سرعة الإصلاح قد قطعت ، ابشر المغاربة أن الإصلاح ،و محاربة المفسدين ، قد انطلقت فعلا المتتبع لخرجات عبد الحميد شباط قبل و وبعد رئاسة حزب الاستقلال ، لم بكن يوما ما صادقا مع نفسه ،ومع الشعب المغربي ، فهو في الأغلبية بالاسم ، و في المعارضة الهادمة في القول و الفعل ، فلم نرى السيد حميد تحدث يوما ما عن ، الإصلاحات العميقة للحكومة المغربية الجديدة ،و على رأسها الحد من الإضرابات ،التي ميزت عهد حكومة الفاسي أي حزبه ،و لم بتحدث عن العديد من ملفات الفساد ،و المفسدين الذين يقبعون الآن في السجون ،و الذين كانوا يعيشون في النعيم في عهد حكومة حزبه ، أتمنى ألا يكون السيد شباط من دعاة و المدافعين عن المفسدين ، الذين جعلوا من المغرب بقرة حلوبا لهم و لأبنائهم ، في حين مات الرضيع ( أي المواطن المغربي ) بسبب حرمانهم من حليب أمه ( ثروة البلاد ) التي ولدته ، ربما لا يعلم السيد شباط ان معظم الشعب المغربي مستاء جدا من الوضع العام الذي عاشه المغرب في عهد حكومة الفاسي ، فكل أشكال الفساد الإدارية و السياسية و الاقتصادي و الريع و العقار ، بسبب عدم رشد الحكومة السابقة ،و ما واد الطين بله ،هو أن الحكومة السابقة أي حكومة الفاسي شبه معزولة عن المواطن ، مجلي النواب تحول في عهدهم إلى مجلس النوام ،والمؤسسات العمومية شبه فارغة من الموظفين بسبب الإضرابات التي لا تنقطع في الأسبوع او الشهر و السنة ، و الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المغرب حاليا ، أليست حكومة الاستقلال هي المسبب الحقيقي ؟وهذا باعتراف الاستقلاليين بأنفسهم . لنكن صرحاء ،ولنأخذ أمثلة من انجازات بعض الاستقلاليين في حكومة الأسرة آو الحزب ، توفيق احجيرة أوصل قطاع العقار إلى الإفلاس ، و قدمه قربانا لكبار المنعشين العقاريين ،و بدل توفير السكن اللائق للمغاربة بأثمان مناسبة ، رمى يهم في أفواه الوحوش و سماسرة العقار،وعرف عهده ارتفاعا صاروخيا في العقارات و قام بقتل و إقبار السكن الاقتصادي ، فانتشرت أحياء الصفيح ، بشكل مهول ،و في الوقت الذي بطلق عكس ما يقول ، أما بادو ، فلا احد من المواطنين ينسى كيف انه في إحدى جلسات مجلس النواب ، تضحك و تبتسم عندما تحدث احد النواب الكرام عن امرأة حامل وقع جنينها في الطريق في العالم القروي أثناء طريقها إلى المستشفى في العالم القروي ، والعديد من فضائح المستشفيات و الأدوية الفاسدة على الصعيد الوطني ،و قضية " أنفلونزا الخنازير "" و مصير ملايير الدراهم لتوفير الدواء ، ناهيك عن الارتفاعات عن الصاروخية في اثمنة الأدوية و العلاجات ، ثم أخيرا و ليس أخيرا ، كيف حول وزير السياحة المغرب من دولة للسياحة التاريخية و الطبيعية إلى دولة للسياحة الجنسية و أصبحت الفنادق استوديوهات الأفلام الخليعة و الإباحية . .
إذا كان السيد شباط ، يعتقد أن سلوكه هذا المبطن بكثير من العداء للمصلحة العامة للوطن ،وان المغاربة سوف يساندوه في هذا العمل ،و خاصة أم الظروف التي يمر منها المغرب حاليا لا تسمح بمثل هذه التصرفات ، سوف تعيد للحزب قاعدته القديمة ، ففد أخطا ،و إن اعتقد ان وقوفه إلى جانب أصحاب محضر 20 يوليوز ،و يعتبرهم أنصار المستقبل ، فقد أخطا ثانيا ،و إذا اعتقد ان المغاربة سوف يخرجون الى الشوارع ،و يهتفون باسمهم فقد اخطأ ثاليا ،و بالتالي فكل اعتقاداته خاطئة ،و المغاربة لم و لن يصوتوا مجددا لشباط و لا لحزبه ، لسبب بسيط هو ان المغربي ليس جبانا و لا يصعق بالكهرباء مرتين . فالكل يعلم ان حميد شباط ، تمكن من أحدث حربا وهمية و فتنة بين العاطلين ، وليس المعطلين أي أصحاب محضر 20 يوليوز ، و السيد بنكيران شخصيا ،و بمعنى اشتغل حدثا ، كانت حكومة حزبه سببا فيه ،و نصب نفسه معارضا و مدافعا يوهم العاطلين لن السيد بنكيران هو من لا يريد توظيفكم أي فرق تسد كما يفعل الاستعمار الجديد ، وحول هذا الملف من مسالة دستورية صريحة '' إلغاء التوظيف المباشر " الى ملف تجارية ليسوق كلامه و نفاقه السياسي على الضعفاء و قليلي الخبرة في القانون . وخلاصة القول : بشرى للمغاربة ، التماسيح بدات تنهزم و تتراجع