شهدت قاعة البلدية الكبرى بمدينة القصر الكبير يوم الأحد 31 مارس 2013 انطلاقا من الساعة الرابعة والنصف مساء حفل توقيع الديوان الشعري الجديد " ملح الذاكرة" للشاعر المغربي الأستاذ الطيب المحمدي، نظمته جمعية الانبعاث للتنمية والتربية بمدينة القصر الكبير . انطلق الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة افتتاحية تناولها الأستاذ محمد الغرافي عن اللجنة الثقافية بجمعية الانبعاث للتنمية والتربية أفاد من خلالها أن هذا الحفل يندرج ضمن الاحتفالات الخاصة باليوم العالمي للشعر، حيث يعد الشاعر الطيب المحمدي من الشعراء النجباء الذين يستحقون الانفتاح على ابداعاتهم الشعرية القيمة . سهر على تسيير هذه الجلسة الأدبية المتميزة الدكتور أنوار ترفاس الذي فسح المجال للأستاذ مصطفى الورادي لتقديم قراءته في ديوان " ملح الذاكرة"، والذي وصف الديوان الشعري المذكور بكونه عملا أدبيا فياضا على مستوى المعاني أصيل على مستوى المباني، وأنه دعوة للتشبث بقيم الانسان المهمة كالمحبة والوفاء، معتبرا " ملح الذاكرة" رعشات فنية في لحظات الحياة، وسلوكا اتجاه الآخر واعترافا بمواقف الذات والحياة والموت، وأنه قراءة جمالية لكل المواقف والقيم . الأستاذ مصطفى الورادي في قراءته المطولة لديوان " ملح الذاكرة" توقف عند العديد من صفحات الكتاب يقرأ في عناوينها وفي أبيات القصائد المختلفة . القراءة النقدية الثانية تفضل بها الناقد المغربي الأستاذ أبو الخير الناصري، عنونها ب "قراءة في سياق الأزمة الشعرية الراهنة"، افتتحها بتوجيه كلمة شكر لجمعية الانبعاث والحضور الكريم، مشيرا الى أن ديوان " ملح الذاكرة" قد أثار اشكالا عميقا هو أزمة القراءة، وهي أزمة تتداخل فيها عوامل كثيرة قد تعود المسؤولية فيها للشاعر أوالقارىء أو الناشر أو المدرسة أو الى مجموع هؤلاء على حد سواء . مذكرا أن بعض الشعراء يميلون الى الانحراف عن قواعد الشعر تحت مسمى الحداثة، فيقعون في كثير من الغموض في كتاباتهم الشعرية، ويلعبون بالكلمات، فيفقد الشعر كنهه الحقيقي، بينما تظل أشعار المحتفى به ملتزمة بقواعد العروض، ملمة بركائز القصيدة العمودية والشعر الحر أيضا والذي نلمس له حضورا في ديوان " ملح الذاكرة"، مما يضفي اشراقة لغوية جميلة لقصائد الديوان سواء على مستوى المعجم أو التركيب أو الشكل . معجميا، استقى الناقد ابو الخير الناصري كلمات وألفاظ استعملها الشاعر الطيب المحمدي في الديوان، من قبيل: أشطان، وأد، العالمين، الرحمن، المحشر، معراج ...تركيبيا، أوضح أبو الخير الناصري وجود التناص في القصائد الشعرية التي حملها الديوان، مثاله قول الشاعر الطيب المحمدي: تداعت على رسل تعب سلافة // وذا سلسبيل الماء يحيي العظاما التناص موجود في الشطر الثاني من البيت الشعري مع قول الله عز وجل: " قل من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم" سورة يس . أنهى أبو الخير الناصري كلمته بمقولة إليوت: "ليس من الحكمة أن تخرق القاعدة قبل أن تتعلم كيف تتقيد بها"، وخلص الى أن الاحتفال بديوان " ملح الذاكرة" هو احتفال بشاعر متمكن من قواعد كتابة الشعر في مختلف جوانبه . تواصل الحفل الشعري بكلمة المحتفى به الشاعر الطيب المحمدي الذي شكر المتبنين للعمل الابداعي وبسطه للجمهورفي شخص جمعية الانبعاث، وأثنى على الأساتذة والدكاترة الذين استقبلوا عمله بأحضانهم وخص بالذكر مصطفى الورادي وانوار ترفاس وابو الخير الناصري، دون أن ينسى الصفوة من أبناء مدينة القصر الكبير، كما تقدم بخالص تحيته لعائلة التمالح متمنيا الصحة لوالدة أسماء والسيد الوالد . قدم الشاعر المحمدي قراءة في بعض قصائده تحديدا تلك التي تعتز وتمجد بالشريف العربي العسري، وذلك بعدما فتح باب المداخلات وتلقي الشهادات وطرح التساؤلات . بتوقيع ديوان " ملح الذاكرة" من طرف المحتفى به اختتم الحفل، وتبادل نخبة المثقفين والموجودين التحية والسلام فيما بينهم .