عثرت السلطات المحلية للملحقة الإدارية 8 و الدائرة الأمنية 11 مساء الاثنين 18 مارس الجاري ، على رضيع حي جنس أنثى حديثة الولادة على قارعة الطريق الوطنية رقم 1 طريق الرباط ، مقاطعة طنجةالمدينة. وحسب مصدر أمني مقرب فإن بعض المواطنين اكتشفوا و عن طريق الصدفة رضيعا يبدو من خلال المعاينة الأولية لهيأتها الخارجية بأنها حديثة الولادة ، مرمية على قارعة الطريق بالمنطقة المذكورة ، و ملفوفة بعناية في قماش صوفي ، حيث تم نقلها على عجل من طرف عناصر الوقاية المدنية إلى مصلحة طب الأطفال بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس من أجل فحصها وتلقيها الإسعافات الضرورية. فيما فتحت المصالح الأمنية المختصة تحقيقا موسعا بمحيط المكان الذي عثر فيه على الرضيعة و المناطق المجاورة بهدف التوصل إلى هوية الأم المفترضة صاحبة و التي يرجح أن يكون الدافع الأساسي لقيامها بهذا السلوك هو التستر على علاقة غير شرعية كانت ضحيتها هذه الرضيعة البريئة من أجل التخلص منها تجنبا للفضيحة. و معلوم أنه لا توجد إحصائيات رسمية تحدد عدد الأطفال المتخلى عنهم بالمغرب بسبب تعقد الظاهرة ، لكن بعض المهتمين يقدرونهم بأكثر من 30 ألف طفل متخلى عنهم سنويا أغلبهم من الذكور، و ذلك وفقا لإحصائيات سابقة لقطاع التخطيط بالمغرب ، حيث تأتي الدارالبيضاء في مقدمة المدن المغربية التي تعرف تنامي هذه الظاهرة التي باتت تستفحل في الآونة الأخيرة بشكل كبير داخل المجتمع (تم تسجيل ولادة 27.199 طفلا غير شرعي بمدينة الدارالبيضاء وحدها من أصل 500 ألف طفل في الوضعية ذاتها ما بين 2003 و2009 في المغرب)، و ذلك نتيجة مجموعة من العوامل كالفقر و الحمل الغير الشرعي ، الذي بات يرفع من عدد " الأمهات العازبات " اللائي يعمدن إلى التستر عن فضيحتهن عبر التخلي عن رضع أبرياء ،ما يجعل المرأة غير قادرة على مواجهة المجتمع، و وسطها العائلي بالخصوص، بابن مجهول الأب، فيكون التخلص منه هو الحل الأسهل ، ينضاف إلى هذا كله تعقد الحياة الاقتصادية وتفكك الروابط الأسرية و ضعف الوازع الديني وأزمة القيم،إذ لا يكاد يمر علينا يوم إلا و تصلنا أخبار مؤلمة عن العثور على رضع حديثي الولادة تم تركهم في أماكن عمومية كالعمارات و المساجد أو حتى في المزابل يواجهون الضياع وهو ما ينذر بمستقبل مجهول لهؤلاء الأطفال الذين جعل أول ما تبصر عيونهم ، إن كتبت لهم النجاة طبعا ،ظلام الشوارع ، بل وحتى المزابل التي يعافها حتى الحيوان و التي أضحت يدورها مأوى العديد من الرضع الأبرياء،علما أن الأخصائيين النفسيين يؤكدون أن أكبر إحساس بالحرمان يمكن أن تعيشه الأم في حياتها هو لحظة تخليها عن رضيعها تحت أي ظرف كان...