ظللت أحاول متابعة ملف اعتقال المناضلين رشدي العولة وأيمن الحداد، فلم أكن أجد إلا قصف الإعلام المخزني والإعلام المستقيل عن الموضوعية، وهم يتناوبان على قصف الشابين بمختلف التهم، ويظهران الشماتة في معدن الرجولة التي صنعا منها. حاولت أن أتتبع خيوط القضية من صفحات معارفهم، ولم أجد ما يشبع تهممي تجاه قضيتهم، فأيمن أحتفظ له بعدة ذكريات وأهمها أنه في إحدى التظاهرات الفبرايرية، والتي عرفت هجوما كاسحا من قوى القمع، جاء ليلح علي التواري والتراجع إلى الصفوف الخلفية فاستهدافي وأعضاء التنسيقية الداعمة كان مبيتا حينها، ولم يترك لي حتى فرصة جوابه لأرى اندفاعه نحو الجموع يحمسها بالشعار والموقف. أما رشدي العولة فأحفظ له ذكريات متعددة، وأهمها أنه أسقط بشعاراته المدوية التمايز بين شعارات الإسلاميين واليساريين، واستطاع أن يجمع من خلال قوة الكلمة بين الهوية والنضال، وغدا الماركة المسجلة لمسيرات طنجة. في ملفهما اليوم، لا ثقة لي في اتهامات المخزن، ولا ثقة لي في قضاء يعزف مقطوعات المخزن، ولا ثقة لي في قانون المخزن الذي يجعل من المواطنين سواسية.. كأسنان كلاب البادية. ولكن أثق في روايات درب النضال الذين يبذلون ليعيش شعب في كرامة، وفي آخر اتصال مع مقرب من الملف أخبرني أن لا دخل لا للسفارة البلجيكية، ولا للأنتربول في الموضوع. فقط أنتظر بيانا توضيحيا أدعمه من تنظيمهما الطليعي، أو من أسرتهما المكافحة والمناضلة.