توفي مساء أمس الطالب محمد الفيزازي اثر اصابته في تدخل أمني لفض اعتصام أقامه الطلبة بالحي الجامعي للذكور بموقع سايس فاس، التدخل الأمني الذي أسفر عن العديد من الإصابات و الاعتقالات في صفوف الطلبة. ومهما تكن الظروف التي تم فيها التدخل الأمني ومهما تكن المطالب التي رفعها الطلبة في جامعة فاس، فهل هناك شيء يمكن أن يبرر قتل طالب في زهرة العمر ؟ هل هناك ما يبرر أن تصل درجة العنف لقتل من يتم التدخل ضده ؟ ثم من يتحمل مسؤولية قتل الطالب محمد الفيزازي ؟ وكيف سنطفئ حرقة أمه التي فقدت ولدها وهو في أوج شبابه ؟ أرجوكم أن تتخيلوا معي إحساس تلك الأم التي تنتظر عودة ولدها حاملاً شهادته في يده، ثم يدخل عليها أحد اصدقائه بخبر وفاته. تخيلوا معي حرقة تلك الأم التي حرمت نفسها من كل شيء، لتوفر دراهم معدودة لإبنها يصرف بها على تعليمه. أي شيء في الدنيا سيعوض تلك الأم عن ولدها ؟ ثم لماذا يقتل محمد الفيزازي ؟ لأنه طالب بمنحة ؟ لأنه طالب بسكن جامعي ؟ لأنه قاعدي ؟ لأنه إسلامي ؟ لأنه يساري ؟ لأنه طالب بحقه ؟ أي تبريرٍ سيعطيه المسؤولون لهذه الحادثة ؟ سيقولون مثلاً بأن القوات تدخلت لتوفير الأمن وإعادة النظام ؟ وهل توفير الأمن يكون بإزهاق الأرواح ؟ وهل تشجيع العلم في هذا البلد يكون بقتل الطلبة الفقراء ؟ وأين هي حكومتنا الموقرة من كل ما يجري داخل جامعاتنا ؟ وما هو موقفها من العنف المستشري داخل الجامعات ؟ ماذا يقول السادة بنكيران و الداودي و العنصر و الضريس في هذه القضية ؟ وهل سيمشي السيد بنكيران في جنازة الطالب الفيزازي كما رأيناه يمشي في جنازة عائلة الملياردير برادة ؟ هل سيطلب السيد غلاب رئيس مجلس النواب من الحكومة التوضيحات في الواقعة كما فعل عندما عنفت قوات الأمن البرلماني الإدريسي ؟ هل سينتفض البرلمانيون ويقيموا الدنيا هذه المرة كما اقاموها عندما عنفت قوات الأمن البرلماني الإدريسي ؟ أم أن الأمر يتعلق هذه المرة بطالب فقير ليست له قيمة البرلماني، ولا يستدعي أن نتوقف كثيراً حول قضيته ؟ أم أن برنامج السيد الداودي للنهوض بالتعليم العالي مبني على العنف وقتل الطلبة واستباحة قوات الأمن للحرم الجامعي ؟ أم أن تعميم المنحة والسكن الجامعي يستوجب التقليل من عدد الطلبة أولاً بالقتل والاعتقال وكسر الجماجم والأضلع ؟ دم الطالب محمد الفيزازي في رقبة السيد بنكيران رئيس الحكومة و وزرائه، وحسرة والدي محمد الفيزازي لن تمحوها كنوز الأرض. وإنا لله وإنا إليه راجعون.