في إطار تفعيل أنشطتها الاجتماعية والإنسانية على المستوى المحلي، نظمت الجمعية الوطنية للمولدات (القابلات) بالمغرب جهة طنجةتطوان l'ANSFM NORD بتعاون مع جمعية جميعا من اجل التنمية والبيئة بمدينة تمارة ، وبشراكة مع مندوبية وزارة الصحة العمومية بطنجةأصيلة ، قافلة طبية لفائدة النساء بالمركز الصحي ملوسة جماعة ملوسة القروية عمالة الفحص أنجرة ولاية طنجة ، القافلة الطبية الأولى من نوعها بالمنطقة اختير لها شعار" لأننا نريدك بصحة أحسن" وقد استفادت منها نحو 260 من نساء الجماعة القروية وذلك يوم السبت 7 ابريل الجاري.و حسب القائمين عن الجمعية التي تأسست السنة الماضية 2011 ، فإن هذه المبادرة الإنسانية مكنت العديد من نساء القرى النائية و المعزولة المجاورة للجماعة من الاستفادة من تحاليل طبية مجانية همت مختلف الأمراض ، مضيفين أن تنظيم هذه القافلة ، يهدف بالأساس إلى تقريب وتقديم الخدمات الصحية من الساكنة المعوزة بكل المناطق المجاورة لجماعة ملوسة و تزكية و تدعيم روح التضامن و التعاون مع الفئات المعوزة بالقرى المعزولة و النائية بالجماعات الفقيرة المستهدفة .و قد اشرف أطباء متطوعون خلال هذه القافلة ، على فحص وتقديم العلاجات الضرورية بالمجان لفائدة عدد من نساء المنطقة، في مجال أمراض النساء وطب الأطفال، كما قام بعض الأطباء المرافقين للجمعية بإجراء الكشف المبكر عن سرطان الرحم، والثدي وإجراء التحليلات الطبية لفائدة عدد كبير من المستفيدات، وإنجاز الفحص بالموجات فوق الصوتية للنساء الحوامل، هذا بالإضافة إلى إجراء التشخيص الآني لعدد من الأمراض. وبحسب ما أوردته الجمعية فقد وصل عدد إجمالي المستفيدات من هذه العملية إلى أزيد من 260 امرأة من نساء المنطقة، حيث عرفت العملية مشاركة طبيب جراح متخصص في طب النساء و طبيب في جراحة الأطفال، إلى جانب طبيبين في الطب العام،ونحو 13 قابلة مؤهلة اشرفن على إعطاء نصائح خاصة للنساء الحوامل، وضمت القافلة أيضا صيدلاني وتقنيين بيولوجيين ومتطوعين اثنين ، حيث تم تجهيز مختبر طبي متنقل لإجراء التحاليل الطبية اللازمة لفائدة النساء ، بالإضافة إلى جهاز طبي متطور للكشف بالصدى و آلات لقياس الضغط. رئيسة الجمعية بثينة السميري و في تصريح لها خصت به الشبكة ، أكدت انه و بمناسبة تنظيم هذه القافلة التي تندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية بالبشرية ،فقد أجريت فحوصات طبية ميدانية لفائدة نحو 155 امرأة من ساكنة المنطقة تتراوح أعمارهم ما بين 16 و 50 سنة ، كما تم في ذات الوقت القيام بعملية الكشف بالصدى استفاد منها نحو 84 من نساء المنطقة، بالإضافة إلى استفادة نساء أخريات من فحوصات مجانية ، كما أعطيت بالمناسبة نصائح للكشف المبكر عن سرطان الثدي، و قد قام أطباء متطوعون في القافلة بإجراء تحاليل خاصة بالكشف عن الأمراض المتنقلة جنسيا استفاد منها حوالي42 امرأة من نساء المنطقة مع توزيع عدد كبير من الأدوية بالمجان لفائدة نساء المنطقة .كما توجت العملية بإشراف الطاقم الطبي المشارك في العملية عن ولادة سيدة بقرية الحمومي أنجبت خلالها ثلاثة توائم .قبل نقلها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بطنجة .و تجدر الإشارة على أن الجمعية و رغم ظروف الاشتغال الصعبة التي واكبت العملية و على رأسها عدم التعاون الكامل للقسم الاقتصادي بعمالة الفحص انجرة مع المنظمين الذين كانوا على وشك إلغاء العملية برمتها، فقد عرفت المبادرة نجاحا كبيرا منقطع النظير خصوصا و انها أخرجت العمل الإنساني و التطوعي من مفهومه الضيق المرتبط أساسا بالحملات الدعائية و الانتخابية كما جرت العادة لذلك بدعم من السلطات المحلية و المنتخبة على حساب معاناة الفقراء و المحرومين من أبناء المنطقة... ويشار أن الجمعية الوطنية للقابلات، منظمة غير حكومية تمارس أنشطتها باستقلال تام عن الهيئات السياسية و الدينية و النقابية ، رسالتها تتمثل في المساهمة في تكوين و تأطير القابلات ، تحسيس الأسرة في مجال الصحة الإنجابية ،المساهمة في التربية الأسرية و الاهتمام بالطفولة و تشجيع تمدرس الفتاة ، العمل على مساعدة المرأة العازبة و طفلها ،الاهتمام بقضايا المرأة المهاجرة خصوصا فيما يخص الصحة الإنجابية ، إخراج القانون و الهيئة المنظمة للمهنة ، المساهمة في سن القوانين و الاستراتيجيات المتعلقة بالصحة الإنجابية ، الانفتاح على الجمعيات الوطنية و الدولية و إنشاء شراكات في المجالات المشتركة ، فضلا عن أن الجمعية تحاول أن تكون و منذ تأسيسها شريكا ومساهما أساسيا في التوعية الصحية،من أجل الاهتمام بقضايا الأمومة ومراحل الحمل، إضافة إلي الاهتمام بجوانب تخص القضايا المهنية للقابلات بالمغرب لاسيما أن مهنة القبالة تحتاج إلي مواكبة الجديد في الميدان، حتي تكون في المستوي المطلوب ، وتؤدي دورها كما يجب،و حتي لا تجد نفسها يوما لا فرق بينها وبين القابلة التقليدية ،خصوصا و أن صحة الأم والطفل رهين بمدى توفير رعاية صحية سليمة و آمنة للمرأة خلال فترة الحمل والولادة والفترة ما بعد الولادة .علما أن المشاكل التي تواجهها القابلات خاصة في ما يتعلق بظروف العمل القاسية التي يشتغلن فيها وخاصة في بعض المناطق النائية و الحضرية وكذا غياب الإطار القانوني الذي يؤطر مهمة القابلة ، ووجود نقص على مستوى التكوين ، يدعو إلى المزيد من الاهتمام بالممرضات القابلات وتزويدهن بالمعارف الضرورية ليقمن بعملهن على أكمل وجه.