شهدت الندوة التي نظمها كل من طرف كل من الجمعية الصحراوية للتضامن والتوعية لمشروع الحكم الذاتي والتنمية المستدامة ومنظمة مغرب إفريقيا الثقافة والتنمية والمنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية يوم الثلاثاء 12 مارس 2012 تحت شعار "كفى 36 سنة من العار في مخيمات تندوف" ، حضورا وازنا لعدد من الشخصيات والفعاليات السياسية المهمة ، حيث ضمت الندوة التي أقيمت على ضفاف وادي أبي رقراق في منطقة مارينا ، سفراءاً من دول افريقية و دبلوماسيين مغاربة كسفير المغرب السابق في الأممالمتحدة السيد أحمد السنوسي وعدد من المناضلين الصحراويين يتقدمهم سيدي مولود و الد مصطفى سلمى . وتم خلال هذه الندوة مناقشة الوضعية المأساوية لمحتجزي مخيمات تندوف تحت قبضة البوليساريو التي تقامر بمصير ألاف المحتجزين الصحراويين من أجل مصالح قيادتها التي تتفانى في إطالة أمد هذه المأساة الانسانية ، مما يتنافى مع جميع الاعراف و المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان ، ولهذا فقد رفع منظموا هذه الندوة شعار كفى ل 36 سنة من المعاناة و المأساة عاناها الصحراويون المغاربة في مخيمات العار بتندوف حيث أشارت إلى ذلك الاستاذة زهرة حيدرة رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن والتوعية لمشروع الحكم الذاتي والتنمية المستدامة في نص كلمتها التي استهلت بها هذه الندوة داعية إلى ضرورة التحسيس بخطورة الوضع الانساني بتندوف من أجل انهاء هذه المأساة و عودة الصحراويين إلى المغرب وطنهم الأم في اطار مقترح الحكم الذاتي الذي يضع اطارا واضحا وواقعيا لإنهاء النزاع بالصحراء كما أكد على ذلك كل من الاستاذ العيدي الزروالي الكاتب العام للمنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية في عرضه الذي تضمن قراءة تاريخية للنزاع وأصول نشأته ، في حين تطرق الدكتور حسن السميلي لمقترح الحكم الذاتي و ارتباطه بمشروع الجهوية الموسعة ، مشيرا إلى الجوانب القانونية و الاجرائية والواقعية التي تدعم مقترح المغرب لتسوية النزاع وقد كانت مفاجئة الندوة حضور الشيخ حسن الكتاني أحد المفرج عنهم في ملف ما كان يعرف بالسلفية الجهادية، حيث شارك في مناقشات الندوة بكلمة مسهبة، عبر من خلالها عن سعادته لحضور هذه الندوة التي تناقش موضوعا هاما وهو قضية الصحراء المغربية ومعاناة ساكنة مخيمات تندوف، كما طالب ببذل جهد علمي وفكري لأجل شرح حقيقة مغربية الصحراء مستشهدا بعديد علاقاته التي كانت تربطه ببعض الانفصاليين أو كما سماهم “المعارضين” حيث أكد على الفهم المغلوط الذي يحمله هؤلاء عن قضيتنا مشيرا إلى أنه وفي الوقت الذي نتحدث نحن عن المحتجزين في تندوف يكون الانفصاليين يتحدثون عن اللاجئين، وفي الوقت الذي نتحدث نحن عن مغربية الصحراء وحقيقتها التاريخية يتحدث هؤلاء عن كون الصحراء كانت خلاء ولم يكن لها ساكنة في الأصل، واعتبر أن مثل هذه المفاهيم المغلوطة يجب أن تصحح بطريقة علمية وفكرية، كما طالب بإعادة نشر كتاب ” الجأش الربيط في النضال عن مغربية شنقيط” لمؤلفه “محمد الامام بن الشيخ ماء العينين” لما لهذا الكتاب من قيمة تاريخية وفكرية، وأشار إلى أن أبناء الصحراء هم أحفاد الشيخ العلامة “عبد السلام بنمشيش”، جد الشرفاء العلويين وفي هذا تأكيد على أن النزاع بالصحراء هو نزاع مفتعل وأن الصحراء مغربية ووجب بالتالي إغلاق هذا الباب. هذا وقد صدر عقب هذه الندوة بيان باسم المنظمات الثلاث يعبر عن عزمهم الأكيد على تنظيم عدة أنشطة تهدف إلى التحسيس بخطورة الوضع في مخيمات تندوف ، حيث دعوا إلى تنظيم قافلة تحسيسية بالقارة الأروبية من أجل إثارة إنتباه الرأي العام الأروبي إلى الوضعية المأساوية التي يعانيها المحتجزون بالمخيمات ، وضرورة الاسراع بايجاد حل عاجل يضمن عودتهم إلى وطنهم المغرب و تخليصهم من قبضة البوليساريو . كما دعوا جميع القوى الحية و الشرفاء عبر العالم إلى بذل كل الجهود حتى لا يتم إهمال قضية المحتجزين ، و الحيلولة دون إستمرار وضعهم هذا إلى ما لا نهاية ، خاصة و أن المغرب تقدم بمقترح الحكم الذاتي الذي يضمن حلا عادلا و شاملا لهذا الوضع في اطار الشرعية الدولية.