اكتب اليك اليوم، لأخبرك أننا ننتظر هداياك في المغرب على أحر من الخمر، عفوا على أحر من الجمر، لقد فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات، وكانت النسبة المئوية استثنائية، فلم يسبق ان تصدر حزب مغربي الانتخابات بفارق 50 مقعدا عن اقرب مطارديه، لقد تسيد الساحة السياسية واظهر بجلاء وبما لايدع مجالا للشك، ان الشك سلاح .. سلاح من ليس له مصباح. واننا اذ نحتفي بهذا "التقدم" الذي جاء سنوات بعد "الاستقلال" ليتوج "حركة شعبية" اطلقت شرارتها الاولى شعوب تواقة للعدالة والتنمية، لنستسمحكم في سرد ما ننتظره منكم من هدايا تضعونها بعناية قرب مدافعنا، عفوا مدافئنا : ننتظر منك، عزيزي بابا نويل، ان تهدينا جلابيب "سانتري" على مقاس الموش شرعيين الجدد، اقصد المشرعين الجدد، واخبرك ان من بينهم شبابا لا يقبلون بتلك الجلابيب الفضفاضة التي لا تساير المانضا او الموضة الجديدة ..اما الطرابيش فيستحسن ان تكون من تلك التي يلبسها آلويسترن، ليس لأن الشباب المشرع يحتاج لما يقيه حر الشمس، فالحمد لله لكل مظلته ومظله، ولكن حتى تكون اكثر تناسقا مع الجلباب وتظهر ابداع وحيوية الشباب. ننتظر منك ان تهدينا آلة الزمن، تلك الآلة التي لاتوجد الا في مخيلة بعض المخرجين الامريكيين، ونحن نعلم انك انت ايضا لاتوجد الا في مخيلة بعض الاطفال المسيحيين، نريد هذه الآلة لكي نرجع قليلا الى الوراء، فنتفحص وندقق في تصريحات البعض، هل فعلا وصفوا اشخاصا بالمفسدين ام انها كذبة من كدوب يوتوب. نريد ان نرجع بآلة الزمن ايضا الى تصريحات زعماء مسؤولين عن دور الكتلة، ودوافع تطور هذا الدور من تكتل سياسي الى آخر سياحي ، وهل لأبي الحروف دخل في الموضوع... ننتظر منك ان تهدينا بعض المبادئ، نعم بعض المبادئ، لأننا وللأمانة لم نعد نعرف معنى المبادئ. ننتظر منك ان تهدينا بعض القيم، وليس القيام، الاخير نعرفه منذ قرون ولسنا بحاجة لك ولا الى غيرك ليعلمنا اياه، اما الاولى فقد تاهت عنا منذ 25 نوفمبر. ننتظر منك ان تهدينا صكوك الغفران لنقارنها مع مايمنحه رئيس الحكومة للموالين له. ننتظر منك ان تهدينا اذواق، فالابواق صمكت آذاننا، وان تهدينا مواقف لا تعاليق نكتبها على حائطنا وننتظر من يستحسنها وينسخها وينشرها .. ثم ينساها. ننتظر منك ان تهدينا ذاكرة، 100 جيڭا، فنحن في زمن المعلومة القابلة للتلف، المعلومة اصبحت قابلة للتلف مهما كانت قيمة و مصيرية، تماما كالخضر واللحوم وباقي السلع التي لها تاريخ صلاحية ..تأكد اننا لن نسيئ استعمال هذه الذاكرة، ونخزن بها صور لطيفة احرار، سنجعل منها بوصلة توجهنا نحو الوطن.. ننتظر منك ان تهدينا ادراكا نفرق به بين الدولة والوطن، فالدولة حدود جغرافية، والوطن تاريخ ينسينا كل الحدود الجغرافية ... وآخيرا نطلب منك ان تهدينا بعض المال، نعم بعض المال، آراك قد استحليت الهدايا التي ربما لن تكلفك الشيئ الكثير، نريد بعض المال لنقيس به مدى قدرتنا في الثبات على مواقفنا فمآل الامور اصبح محيرا يدفع للشك لولا جرعات اليقين التي ننتظر ان تهدينا اياها