نشرت جريدة هبة بريس الإلكترونية يومه الأحد 24 / 07 / 2011 تحت عنوان : الفزازي ينوب عن المخزن... إلخ. وبما أن الحقيقة بخلاف ذلك أود الإفصاح عما يلي: الحقيقة أنني لا أنوب عن أحد، فالمخزن كما تسمونه ليس في حاجة عمن ينوب عنه، وخروجي في مسيرة طنجة كان ضدا على (وكالين رمضان) والمثليين وأعداء الثوابت، وحاشا لله أن أتصور لحظة أن الإخوان في العدل والإحسان يمكن أن يتصفوا بهذه الخصال الخسيسة، ولا يمكن أن أشك لحظة واحدة في أن المناضلين في حركة 20 فبراير مع هذه الأخلاق التي لا تمت إلى دين ولا إلى حكمة أو تعقل بصلة. إني مدرك أن أصحاب الدعوات الشاذة في حركة 20 فبراير لا يمثلون أكثر من (صفر فاصلة صفر كذا في المائة) وأنا قلت ولا زلت أقول إن مطالب الحركة كانت مطالب مشروعة مائة بالمائة قبل خطاب 9 مارس الملكي، بل ولها الحق في التعبير عن نفسها وعن تجديد مطالبها سلميا حتى بعد هذا الخطاب. لها الحق في أن تنتقد الدستور، وأن ترى أن الإصلاحات لم تبرح مكانها وأن... وأن... كل ذلك من حقها ومن حق أي مواطن يعارض مسارا سياسيا معينا أن يعبر عن قناعاته سلميا، أنا أرى أن هذا يغني النقاش ويثريه ويدفع بالبلد إلى التقدم على طريق الحرية. لكن ما لا نقبله من حركة 20 فبراير ومعها جماعة العدل والإحسان أمران أساسيان. أولهما عدم استنكار الدعوات النشاز إلى المجاهرة بالإفطار في رمضان وتمكين اللواطيين من التعبير عن شذوذهم عبر منابر اليوتوب وغيرها. نرجوا أن يكون موقفهم واضحا وحاسما في بيان صريح إبراء للذمة وقطعا للقيل والقال. وثانيهما عدم الإعلان الواضح عن سقف المطالب الإصلاحية فيما إذا كان من داخل النظام أو لا بد من إسقاط النظام كشرط في الإصلاح. أنا وكثير من المتتبعين غيري لا نعرف لحد الآن ماذا تريد الحركة بالضبط ومعها جماعة العدل والإحسان. وعلى هذا الأساس خرجت مع مسيرة طنجة لأنني اخترت مناصرة الدستور على ما فيه من عيوب، لأنه جاء بالحد الأدنى من القبول والرضى أي جاء بما يضمن إسلامية الدولة، والحفاظ على ثابت إمارة المؤمنين من حيث هو كيان شرعي قائم قد نختلف حول تفعيله سلبا وإيجابا لكن وجوده ضامن لإسلامية الدولة نفسها. الشيء الذي يقصي الاستئصالين من الملاحدة والزنادقة من أي دعوة صريحة لتوجههم الشاذ ضدا على الشعب المغربي المسلم. من هنا تعلمون معاشر الإخوة لماذا خرجت في مسيرة طنجة. أما عن الشعارات : (الملك كيحكم وياسين كيحلم) وما شابه، فأنا لم أرفع أي شعار لا من هذا القبيل ولا من غيره، أنا شاركت من أجل ما صرحت به لكم آنفا ليس إلا. وعما يقال من طرف بعضهم من أن صفقة يمكن أن تكون حصلت بيني وبين الدولة تقوم على إطلاق سراحي مقابل التهجم على العدل والإحسان فمجرد كذب وافتراء. والدليل عليه أنني وإلى حدود اليوم لم أتوصل حتى براتب معاش أطفالي بله تعويضات وجبر الضرر وما إلى ذلك، هذه واحدة؛ والثانية أنني منذ خروجي من السجن قبل أزيد من ثلاثة أشهر لم أنطق بكلمة واحدة في انتقاد الجماعة، بل سبق أن أعلنت أنني لن أهتم بأحد يقول ربي الله وأن عدوي اللدود هو من يعادي ديننا الإسلامي مثل هؤلاء الاستئصاليين والشواذ ووكالين رمضان... وأظن أن هذا هو مبدأ الجماعة أيضا. إذن الأمر واضح أنا اخترت النضال مع الملك من أجل محاربة الفساد والمفسدين والظلم والظالمين... مع الملك وليس ضدا عليه. وهذا اختياري وأنا حر فيه لا أقبل من أي أحد أية مزايدة أو دروس بهذا الشأن. الإعلان عن رفضي المطلق لدعوات الشذوذ واستفزاز الشعب المغربي المسلم من طرف أبنائه بالمجاهرة بالإفطار في رمضان المعظم. هذه فتنة كان المفروض من جماعة العدل والإحسان أن تكون سباقة لسحقها لا سيما وهي دعوات تخرج من جنبها وعلى مقربة منها. وأخيرا أقول من كان يظن أن دعوات الفجور والتمرد على الله تعالى وإسقاط إمارة المؤمنين وإسلامية الدولة قد تجد صدى لدى شعبنا المغربي المسلم فهو واهم ومخطئ ويضرب على حديد بارد. هذا، وبه وجب الإعلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم محمد الفزازي / طنجة.