في ليلة ثانية من ليالي البحر الأبيض المتوسط كانت ليلة أطلسية أحيتها مجموعة "دي سلام الأطلس"، هذا السمر الذي كشف مخزون وأسرار هذه الفرقة والمتزاوجة والمتجانسة كان القاسم المشترك فيما بينهم اللغة العربية، اللهجة البربرية، واللهجة الدارجة، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية. إنه تزاوج ما بين الأصالة والحداثة فجاءت هذه المبادرة التي صفق لها حوالي ألف متتبع كان يحتضنهم فضاء القصر مولاي عبد الحفيظ الذين تعايشوا مع روح هذه المجموعة التي استطاعت أن توفقن ما بين موسيقى الجاز بآلات نحاسية وآلة البيانو الذين انسجموا مع آلة الهزهوز والوتر وآلة الدربوكة. هذا المزيج من الموسيقى التراثية المغربية وموسيقى الجاز كان كفيل لربط الثقافتين ما بين ضفتي دول البحر الأبيض المتوسط ولخلق قنوات جديدة للحوار وتعبيد الطريق أمام شعوب الضفتين من أجل التواصل والتعايش والسلم والمساوات ونبذ روح العنصرية.