لم تكن الحركة عادية بشارع الجيش الملكي صباح يوم الخميس 16 يونيوه، كما اعتاد عليها سكان القرى المجاورة الذين يتوافدون على المدينة كل أسبوع من أجل التبضع، انتباههم أثاره حشد من المواطنين والمواطنات يرفعون الأعلام الوطنية ،وصور القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، يقفون وراء لافتة كتب عليها"أرامل وأيتام وأبناء متقاعدي القوات المسلحة الملكية يستنجدون بصاحب الجلالة لرفع الظلم عنهم".لماذا هذا الاستنجاد؟وعن أي ظلم يتحدثون؟ المحتجون صرحوا للجريدة التي انتقلت إلى عين المكان، بأن إقدامهم على تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية، يعود إلى الاستفزاز الذي تعرضوا له ،والتهديد بالتشريد إن هم لم يمتثلوا لتعليمات إفراغ مساكنهم التي يقطنوها منذ أزيد من ثلاثة عقود.وأضافوا بأن وكالة التجهيزات والمساكن العسكرية صاحبة مشروع المركب السكني الذي يراد انجازه بعد هدم بيوتهم تتملص من الالتزام الحرفي بمضمون الرسالة الملكية رقم E MG/2642 رقم BD350 الصادرة بتاريخ 10 ماي 2001 والرامية إلى تفويت المساكن لقاطنيها. المتضررون عبروا لباشا المدينة الذي حاورهم بشكل ينم عن تقدير المسؤولية،عن أسفهم على معاودة تهديدهم بالتشريد رغم كل اللقاءات التي جمعتهم بمسؤولين كبار منذ سنوات والتي كان يستشف منها انصافهم.وكشفوا له بأنهم في طور تنظيم أنفسهم في إطار جمعية تتكفل بالدفاع عنهم،وتعمل على طرق مختلف الأبواب من أجل التقيد باحترام الرسالة الملكية في الموضوع. يذكر بأن الوضعية الاجتماعية للمتضررين جد مزرية،وأن الكثير منهم يعيش على معاشات لا تسد الرمق،وأن أغلبهم رابط لسنوات على مشارف الجبهة الجنوبية، حماية لوطننا من أطماع المتربصين بهدوئه وطمأنينته،وهي كلها عوامل تقتضي من وكالة التجهيزات والسكن العسكري بأن تسرع مسطرة تفويتهم المساكن التي يقطنوها.