في الآونة الأخيرة عرف العالم العربي موجة من الثورات اجتازت جل الأنظمة العتيدة ابتدأت بالثورة التونسية و التي أدت إلى الإطاحة بالنظام العلماني والرئيس بن علي ثم انتقلت الى مصر و إزاحة النظام البائد و رئيسه حسني مبارك لتستقر بليبيا وسوريا ثم اليمن. حتى المغرب هبت عليه رياح الثورة ولم يسلم بدوره لنرى شباب 20 فبراير يخرج و يتظاهر و يطالب بالتغيير و تحقيق عدة مطالب مضمونها إسقاط الاستبداد و إصلاح الدستور و توزيع عادل للثروة وقطع دابر للفساد كل هؤلاء الشباب يريدون قضاء مستقل و نزيه و دولة العدل و العدالة ، بلد يحاسب فيه المفسد فالكل يريد إسقاط الفساد. نعم من حقنا المطالبة بالتغيير ومن حقنا أن نحلم بمغرب جميل ورائع لكن يجب ان ننطلق من أنفسنا و نغيره ليصبح لنا الحق في نقد هذا أو ذاك. فأول شيء يجب تربية أنفسنا علي عدة مبادئ أهمها التحكم في أفكارنا و جعلها تتجه فيما يعود على المجتمع بالربح و عدم استغلال مناصبنا من اجل تحقيق أغراضنا ومنافعنا الشخصية وعدم ابتزاز أموال الغير والاستعباد للأشخاص ذوي النفوذ وعدم ممارسة الرشوة مهما اقتدى الآمر ونربي دواتنا على الإحساس بالآخر حتى ندرك إن الله خلقنا متساوين في العري حتى نتساوى في الاستفادة من كساء الأرض وهكذا سنتمكن من إزالة الفوارق الاجتماعية، و بهذه المبادئ سيكون لعملنا نفع عام في صالح الفرد و المجتمع و نصبح في مستوى القيام بثورة من اجل التغيير.