لم يكن يوم الأربعاء 30 مارس بمدينة وزان عاديا كما يتصوره البعض، بل جاء مفندا لمن اعتقد بأنه قد أحكم القبضة على الروح النضالية لهذه المدينة، التي كانت دائما على موعد مع التاريخ. شبابها ،وشيوخها، ونسائها، وأطفالها تعافت أنوفهم وعادت لتستنشق نسيم الأمل في المستقبل ،بعد أن لوثت شرذمة من المفسدين فضائها النقي.....مفسدون ارتفعت حناجر أزيد من ألف مواطن مطالبة بمحاكمتهم ،ومرددة بصوت واحد "الشعب بوزان يريد إسقاط الفساد". ما كادت الساعة السادسة والنصف تدق، حتى غصت ساحة 3 مارس التي خربتها معاول المجلس البلدي منذ أكثر من سنة ،بالمآت من المواطنين والمواطنات من مختلف الأجيال والشرائح، ملبين نداء القوى التقدمية واليسارية والفعاليات الديمقراطية بالمدينة ،الملتئمة في المجلس المحلي لدعم حركة 20 فبراير، من أجل التعبير المسؤول عن الموقف الوطني النبيل، لتجاوز مرحلة الاحتقان السياسي،وذلك بإقرار دستور ديمقراطي يحجز لبلادنا مقعدا أبديا بين الكبار بنادي الديمقراطية. زلزال الفساد الذي ضرب المدينة لم يغب عن رجال ونساء الوقفة النضالية.فترجمته شعارات من قبيل "وزان عمالة والحالة هي هي" و"ها المستشفى الإقليمي،أين هو الضمير المهني"و "أطفال وزان يريدون حدائق عمومية وفضاءات اللعب".....لافتة واحدة لخصت معاناة ومطالب الساكنة"الشعب يريد إصلاح وزان" وكما كانت الانطلاقة تنم عن نضج عال،وبعد استماع الحضور لبيان مجلس دعم حركة 20 فبراير، وتوصله كذلك بنسخ منه،تفرق الجميع تحت الزغاريد والتصفيقات،التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن عمق وزان تقدمي ويساري . يذكر بأن العشرات من مواطني وزان، سبق أن شاركوا في مسيرة 20 مارس بمدينة الرباط، كما أن القوى التقدمية واليسارية بالمدينة، ومواكبة منها لهذا الزخم النضالي تستعد لتنويع حضورها في هذه المرحلة التاريخية وذلك بتنظيم ندوات حول المسألة الدستورية،والآليات السياسة المصاحبة لبناء الثقة، وفتح ملفات الفساد الخطيرة التي أتت على الأخضر واليابس بالمدينة.