لنعرف الأسباب التي أوصلت منطقة مسنانة و الرهراه إلى ما وصلت إليه لا بد أن نحلل الأدوار التي يقوم بها جميع الفاعلين بالمنطقة بدءا بالسلطة ممثلة في المقدمين والشيوخ والقواد ورؤساء الدوائر والمجالس " المنتخبة " وشركات التدبير المفوض وغيرها كل على حدى مع التذكير بأننا لسنا في دولة الحق القانون لنشير بالإسم ولكن سنلمح في الوقت الحالي عسى الله أن يأتي من عنده بيوم نستطيع نستطيع أن نتكلم في بوضوح. في مسنانة يعفى المقدم من مهامه إذا لم يتقن عمله وإتقان العمل هنا معناه بالدارجة ( ياكل و يوكل بلا ميعيق ) لكن إذا أزكمت رائحته الأنوف صار لزاما على المسئولين استبداله والإتيان بمقدم جديد، وليس مهما أن يكون المقدم الجديد عارفا بالمنطقة فهناك من سيقوم بهذه المهمة (كان في الماضي يسمى الجاري و الاسم المفرد في الماضي أصبح حاليا بالجمع فقد أصبح هناك "جارون") بتعريفه بالمنطقة وتعريف أهل المنطقة به فالعملية تتم بسرعة كبيرة وتتغير الصداقات والتعاملات بين عشية وضحاها. هذه التغييرات التي تتم في المقدمين لها سبب آخر كذلك مرتبط بتغير القواد، فالقائد الجديد يفاجأ بشبكة العلاقات التي يمتلكها المقدمون ذوي الأقدمية مع سماسرة العقار والبناء الشيء الذي يهدد بمرور كثير من الصفقات دون علمه لذا يضطر حفظا لهيبته و حرصا على حصته أن يتخلص من المقدمين القدامى و البحث عن مقدمين جدد يكون هو ولي نعمتهم. وهذا ما يفسر الفضائح التي تحدث بين الفينة والأخرى وتطير برؤوس بعض المقدمين. في مسنانة عندنا يرفض القواد الترقية و التنقيل إلى منطقة أخرى ويفضلون البقاء في المنطقة فالعمل في الأحياء الشعبية التي تعرف نموا سريعا أفضل من وسط المدينة بكثير. في مسنانة عندنا أصبح أن مألوفا أن يأتي إلينا مقدم جديد يمتطي دراجة نارية ويسكن في شقة يكتريها مثله مثل باقي عباد الله، لكن بعد سنة تجده أصبح يمتلك سيارة و بنى منزلا جديدا (بدون رخصة طبعا فالقانون لا ينطبق عليه هو) و أصبح يمتلك بقعا أرضية، اللهم لا حسد. الظاهرة الأغرب هي أن لدينا في مسنانة وحدها 3 مقدمين رسميين و 4 أعوان. دور الأعوان مهم و حيوي جدا و الغريب أنهم يشتغلون ميدانيا بشكل رسمي، فهم أول من يصل إلى عين المكان في حالة وجود تحرك ما في الحي من قبيل جمع توقيعات للاحتجاج على مشكل ما أو في حالة اجتماع أكثر من عشرة أشخاص في مكان ما .. في مسنانة كل مسئول له أعوانه المعروفين بالمنطقة معظمهم كانوا مقدمين في السابق وتم طردهم من العمل لكنهم استغلوا شبكة العلاقات التي ربطوها بجهاز الأمن ومسئولي وزارة الداخلية ليحافظوا على عملهم على قاعدة خذ نصيبك مما أتيت به. إذا كان الأمر بسيطا اتصل بأعوان المقدم فالمبلغ سيكون بسيطا إذا حافظت على السرية وأسرعت في العمل، لكن إذا كان الأمر يحتاج وقتا و في منطقة لا مجال لإبقائه سريا أنصحك بألا تغامر وأن تتصل بأعوان القائد فهم سيحددون لك موعدا مباشرا معه، سيتضاعف الثمن ولكن ما باليد حيلة سيجيبك الأعوان. لا مجال لك لتربط اتصالا مباشرا بمستويات أعلى (رئيس الدائرة فما فوق) إن لم يشهد لك بمستوى من الأعمال يرتفع سقفه حسب حرص المسئول على بقاءه نقي الصورة، فكلما نزل السقف كلما زادت المخاطرة. إن كنت مقدما في حي مسنانة احذر أن تتورط في منع من له علاقات عليا (في الولاية أو مديرية الأمن أو ..) طبعا من الوافدين الجدد أما الآخرون فالمفروض أن تكون على معرفة تامة بهم.