كثيرة هي الشكاوى التي كنا نتوصل بها عن المؤسسات الصحية بالعيون قصد نشرها على صفحات الجرائد.وكنا نتغاضى عنها ونلجأ إلى إتلافها نظرا لعلاقاتنا الطيبة التي تربطنا ببعض المسؤولين والقيمين على القطاع الصحي بهذه المدينة الصحراوية، وهذا تقصير منا ،وخيانة للأمانة الإعلامية ، وفي بعض الأحيان كنا نلتمس لأنفسنا جملة من الأعذار التي تبرر صمتنا عن الجهر بالحق والتصدي لجملة من التسيبات والتصرفات اللامسؤولة والغير مواطنة، التي تتصرف بها بعض الممرضات والممرضين وهم يؤدون الواجب الذي يتقاضون عليه أجورهم.لقد كنا نبرر صمتنا عن هذه الشكايات بدعوى أن جلها شفهي أو قصاصات مكتوبة لا تخضع لدليل مادي يفند هذا الكلام. لكن شاءت الأقدار أن نتواجد بالمستشفى، وشهاهدنا كيف تخلى بعض الموظفين عفوا الممرضات عن ثوب ملائكة الرحمة ليلبسن بدلها برنس الشيطان.شخط ولغط في وجوه المرضى الذين حطهم القدر بين ناس تجردت قلوبهم من الرحمة.والشفقة.ووطغت على أعمالهن المحسوبية والمفاضلة والزبونية،ويبقى المواطن المغلوب على أمره ينتظر دوره ليعاينه الطبيب من الصباح إلى المساء في صمت مغلف بالاحتقار والمهانة. . يصل المواطنون في السابعة صباحا ،فيؤدون واجب الدخول للمستشفى 60 درهما ، ينتزعونها مكرهين من أقواتهم، مقابل خدمة حسنة يلتمسونها من موظفي المستشفى في إطار من الكرامة والاحترام والمساواة، لكن العكس هو الذي يحصل . لدرجة أن البعض أخذ يفضل المكوث في منزله والألم ينهش أحشاءه بدلا من أن يهان ويذل فالموت أهون عليه من الاحتقار في مكان كان من المفروض أن يجد فيه الموطنون طمأنينتهم وصحتهم. فوق هذا ...لا يعقل بتاتا أن يأتي المريض باكرا جدا ولا يصله دوره إلى في الخامسة أو السادسة مساء، إننا نركز على مصلحة طب العيون أولا وللكلام بقية..مصلحة العيون التي تسودها بعض من الفوضى وننبه المسؤولين إلى اتخاذ ما يرونه مناسبا لجعل هذه المؤسسة مصلحة مواطنة ،كما نطالب بزيارت مفاجئة غير معلنة لضبط التسيب.إن مستشفى الحسن الثانى الذي صارت فيه الأسبقية والأولوية للصداقات والمعارف وأصحاب النفوذ و والمواعيد التي تتم بالهاتف،أضحت وجها سيئا لقطاع كان من المفروض أن يكون رائدا في اقاليمنا الجنوبية. وللتوضيح فنحن لا نركز في حديثنا على الأطباء ،ففي استفتاء بسيط علمنا أنهم أناس جديين يقومون بواجباتهم على أحسن حال ،وكلامنا غير معمم في سردنا للقضية ،لأن في المستشفى جملة من الموظفين والممرضين والممرضات الأكفاء الذين يستحقون منا كلمة إجلال وإكبار للتضحيات التي يقومون بها في إطار من الصبر والمثابرة والإيثار. هذه هي البداية ، ففي الأيام القادمة سوف نعرض لكل أشكال الخروقات التي يعرفها القطاع بمزيد من الشرح والأدلة وربما الصور متى سمحت لنا الظروف لتكون حجة لنا وعلينا مادام هناك صمت عن الخطأ والتمادي في الاستمرار فيه.