تطاوين: عبد الرحيم بلشقار أعلنت المركزيتان النقابيتان "الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل" و"الفيدرالية الديمقراطية للشغل" بالمغرب، تنظيم مسيرة بمدينة الدارالبيضاء، احتجاجا على تردي أوضاع الطبقة العاملة. ويأتي قرار أكبر نقابتين للعمال في المغرب عقب ندوة صحفية عقدتها المركزيتان، لرسم الخطوط العريضة لهذه المسيرة المزمع أن تكون مدعومة من طرف حركة 20 فبراير، والعديد من الهيئات السياسية والحقوقية. وحسب بلاغ وقعته النقابتان فإن"المغرب يعيش اختلالات بنيوية متعددة، مسّت كافة الحقول والمجالات، خاصة منها المجال الاجتماعي، الذي يحتاج حسبه، إلى قرارات وطنية كبرى، وصفها بالجريئة والشجاعة، تتجاوز حدود الترقيعات والبحث عن الحلول الجزئية".
وتطرق البلاغ نفسه لسمات الأزمة الاجتماعية التي يعيشها البلد، محدداً إياها في تفاقم البطالة وغلاء المعيشة والمضاربات والاحتكار وتدهور القدرة الشرائية لعموم المواطنين، واتساع دوائر الفقر والهشاشة والتهميش الاجتماعي والاقتصادي، إضافة إلى استمرار الفساد الذي يشكل في منظوره، العائق الأكبر أمام تطور وتنمية البلاد. هذا وقد كان نوبير الأموي، الكاتب العام للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، ذهب في ندوة صحافية عقدت مؤخراً بنفس المناسبة، إلى أن الحكومة الحالية غير جديرة بالاحترام، لكونها لا تحمل الأمل للمغرب والمغاربة، وأن من حق هؤلاء أن يعيشوا بكرامة، "وللذين يريدون للمغاربة أن يتسولوا، أقول لهم كما جاء على لسانه، إن هذا الشعب لم يكن يتسول يوماً ما"، مشيراً الى أن المسيرة ما هي إلا الخطوة الأولى والتي يمكن أن تتحول الى إضراب عام طويل ودائم. ومن جانبه، قال عبدالرحمن العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، في الندوة ذاتها، إن رئيس الحكومة المغربية لم يلتزم "بوعوده" وإن المركزيات النقابية طرحت عليه ضرورة تنفيذ ما بقي عالقاً من اتفاق 26 أبريل 2011، والتزم بذلك وكرر دون أن نلمس منه ومن حكومته أي تجاوب أو تقدم في هذا الباب. وأبرز العزوزي أن دواعي العمل المشترك بين النقابتين يأتي كرد فعل على المحاولات الرامية حسبه، الى تشتيت القوى العمالية، معتبراً هذا العمل التنسيقي أنه احتجاج على المنهجية الحكومية المتبعة في هذا المجال.