بعد التحقيق في مصادر التمويل وطريقة تصريف دلك " حكومة الراخوي" تتراجع عن موقفها وتقبل بالعدل والاحسان على راس الفدرالية الاسبانية للهيئات الدينية الاسلامية علمنا الثلاثاء فاتح ماي 2012 من مصادر شبه رسمية أن وزارة العدل الإسبانية تساند سيطرة بعض القيادات الإسلامية المحسوبة على جماعة العدل والإحسان المعارضة للنظام المغربي على الفدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية، المعروفة اختصارا " بالفيري" والتي تضم ما يقرب من مائة جمعية إسلامية منتشرة على مجموع التراب الإسباني، مما اعتبره العديد من المراقبين رسالة قوية لإمارة المؤمنين بالمغرب.... وسبق ان اشرنا في مقالات سابقة الى الحضور القوي لجماعة العدل والاحسان ياسبانيا خاصة منطقة " مورسيا" حيث قاموا بتاسيس مجموعة من الجمعيات تدور في فلك جماعة العدل والاحسان مما دفع انداك وزارة الداخلية الاسبانية في فتح تحقيق في مصادر تمويل الجماعة حيث سبقت للمخابرات الاسبانية ان دقت ناقوس الخطر بسبب نشاط أعضاء جماعة العدل والإحسان المتمركزين في منطقة مورسيا وأليكانتي وفلنسية بفعل قوتهم وتنظيمهم في المنطقة، بعد ورود أخبار عن ترأس فيدرالية المسلمين بالمنطقة من طرف منير بنجلون، عن العدل والإحسان. وأول رد فعل رسمي على ذلك جاء بنفى مكتب الاتصال 211 التابع لوزارة العدل الإسبانية بعد تداول لملف الجماعة مع خوسي ماريا كونتريراس، المدير العام للعلاقات مع الهيئات الدينية، بأن تكون هذه الأخيرة قد وافقت على ترأس بنجلون، لفرع الاتحاد الاسباني للطوائف الدينية الإسلامية بمدينة مورسيا التي تأوي 100 ألف مسلم. مصادر مقربة أفادت أن وزارة العدل الإسبانية تحاول قدر الإمكان إقصاء أعضاء جماعة الشيخ ياسين من تقلد مناصب مهمة داخل الهيئات الإسلامية بإسبانيا تبعا لتحذيرات وتقارير منجزة من طرف المخابرات الإسبانية ونظيرتها المغربية. وكشفت المصادر ذاتها بأن وجود أعضاء ومتعاطفين مع جماعة العدل والإحسان داخل اتحاد المسلمين بإسبانيا، هو "أمر غير مقبول من طرف السلطات الإسبانية والتي تربط دائما جماعة عبد السلام ياسين بجماعة الدعوة والتبليغ"، على الرغم من أن هذه الأخيرة تنفي دائما عنها صفة العنف أو التحريض عليه. وأثار اجتماع سري، تم عقده في مدينة "طوري باشيكو" بمنطقة مورسيا نهاية السنة الماضية حفيظة مصالح المخابرات الإسبانية، إذ شارك فيه أعضاء من جماعة العدل والإحسان، و أحرون من الدعوة والتبليغ، إضافة إلى عدد من الإسبان المعتنقين للديانة الإسلامية، وهو الاجتماع الذي وصفته المخابرات الإسبانية ووزارة العدل ب "انقلاب أبيض على فرع اتحاد هيئات المسلمين بمورسيا، والذي لم يحضره أي ممثل رسمي لهذا الاتحاد في الاجتماع المذكور. كما أن المخابرات الإسبانية توصلت إلى معلومات تفيد بتأطير وتكوين بعض ائمة المساجد بإسبانيا من طرف أعضاء ينتسبون لجماعة العدل والإحسان، ما أرغمها على إعادة قراءة مشروعها بخصوص تكوين أئمة المساجد، والتخطيط لاستبعاد أي إمام ثبت تعاطفه أو انتمائه إلى الجماعة. حرب المخابرات الإسبانية السرية على جماعة الشيخ ياسين تجد مبرراتها، فالمصالح الاستخباراتية الإسبانية تلقت تقارير من طرف نظيرتها المغربية تنبهها من اختراق اتحاد هيئات المسلمين بإسبانيا من طرف اعضاء من الجماعة المحظورة في المغرب. اعتبارا فإن المخابرات الإسبانية شرعت في البحث والتحقيق حول التمويلات والإعانات التي يتوصل بها أعضاء جماعة العدل والإحسان وجماعة الدعوة والتبليغ المحصل عليها عن طريق "الزكاة" كما تبحث في مصير الأموال المقدمة إلى اتحاد المسلمين عن طريق الإعانات الحكومية، والتي تقدر بعشرات الآلاف من اليورو، لمعرفة قنوات صرفها والمشاريع التي خصصت من أجلها تلك الإعانات العمومية الإسبانية ، هدا التغيير في موقف حكومة " الراخوي " تطرح اكثر من علامات استفهام والايام المقبلة ستكشف لنا عن سر دلك..