شرعت الاستخبارات الإسبانية، قبل أيام، في التحري حول التمويلات والإعانات، التي يتوصل بها أعضاء جماعة العدل والإحسان وجمعية الدعوة والتبليغ من "الزكاة" من طرف بعض المغاربة والمسلمين المقيمين بإسبانيا.. وكذا الإعانات المحصل عليها من قبل اتحاد المسلمين بإسبانيا عن طريق الإعانات الحكومية الإسبانية، لتحديد قنوات صرفها والمشاريع، التي خصصت من أجلها. وأفادت تقارير صحفية أن الاستخبارات الإسبانية استنفرت أجهزتها، بعد أخذها العلم بإقدام أعضاء من جماعتي الدعوة والتبليغ والعدل والإحسان على عقد اجتماع سري بمنطقة طوري باشيكو، القريبة من مدينة مورسيا. وأشارت تقارير بعض وسائل الإعلام الإسبانية إلى أن الاجتماع، الذي شارك فيه مواطنون إسبان اعتنقوا الإسلام، كان أصحابه يرومون الانقلاب على فرع مورسيا لاتحاد المسلمين، المستمد إيديولوجيته من جماعة الإخوان المسلمين المصرية. وحسب المصادر نفسها، فإن الاستخبارات الإسبانية دقت ناقوس الخطر، بعد رصدها نشاطا مكثفا في مناطق مورسيا، وأليكانتي وبلنسية لأعضاء من جماعة العدل والإحسان، تبين لها أن لهم قوة تأثير في صفوف المسلمين، بفضل تنظيمهم المحكم بالمنطقة، بعدما ترددت أنباء عن ترؤس فيدرالية المسلمين بالمنطقة من طرف منير بن جلون، عن العدل والإحسان، الأمر الذي نفته لكن وزارة العدل الإسبانية، المكلفة بتدبير المجال الديني بإسبانيا، نفت هذا الأمر، وأكدت عدم موافقتها، كما ذكرت التقارير الصحفية، على ترؤس بن جلون لفرع اتحاد المسلمين في مورسيا، التي يقيم فيها أكثر من 100 ألف مسلم، من مختلف الجنسيات. وأضافت المصادر نفسها أن السلطات الإسبانية تأخذ تحذيرات نظيرتها المغربية على محمل الجد، ولذلك ترفض أن يتقلد محسوبون على جماعة العدل والإحسان مواقع مهمة داخل الاتحاد، وأكثر من ذلك، باتت تعتبر مجرد وجود هؤلاء الأعضاء، أو المتعاطفين معهم، داخل الاتحاد أمرا مرفوضا، لأنها تربط بين جماعة العدل والإحسان والدعوة والتبليغ، رغم أن قادة الجماعتين يروجون أنهم يرفضون العنف أو التحريض عليه. وحسب الصحافة الإسبانية، كانت السلطات الإسبانية تلقت من نظيرتها المغربية تقارير تحذر من اختراق اتحاد هيئات المسلمين بإسبانيا من طرف أعضاء من جماعة العدل والإحسان.