أصبح من المناظر المألوفة لساكنة المدينة القديمة بتطوان، رؤية الأعمدة التي وضعتها الدولة كحل إلى إشعار أخر لكي لا تسقط البنايات على بعضها البعض، مما أصبح يؤرق الساكنة من الخطر المحدق بهم وبأولادهم في كل وقت، وفي تصريح في لقاء خاص حضره كل من الياس اللمطي والصحفي حسن برهون مؤسس "صحفيون بلاقيود" و السيدة سعيدة جرميم المعروفة على الصعيد الجمعوي في مدينة تطوان والتي تلعب دور الأمينة العامة للجمعية الوطنية اليوسفية للمقعدين والمعطوبين فرع تطوان ،والتي أكدت لنا بدورها أن الجمعية تعاني من أوضاع مزرية على مجال البناء، حيث ان الجمعية تعاني وتطلب الإصلاح منذ 20 سنة مما اضطر الأطر العاملين فيها والمكفوفين إلى جمع أموال الإصلاحات السنوية من قوتهم اليومي ومن ثمرة كدحهم، وأكدت لنا سعيدة أنها سبق لها وطرقت جميع الأبواب دون جدوى ،بالإضافة إلى أن الجمعية تمد يد العون لأكثر من 600 طفل في مجال التربية غير النظامية حيث ان البناية المهددة بالسقوط لا تشكل خطرا على المكفوفين والمقعدين فقط بل تشكل خطرا على الأطفال أيضا مما يطرح تساؤلا هل سيتم الإصلاح في 20 سنة القادمة ؟ وأكدت لنا سعيدة جرميم أن الجمعية يتم إصلاحها كل تسعة أشهر ما يكلف أكثر من 9000 درهم، وهذا الرقم يعتبر رقما مهولا بالنسبة لجمعية ضعيفة لاتلقى الدعم من أية جهة سواء حكومية منها أو مدنية وحتى المنحة التي كانت تتلقاها الجمعية من الولاية توقفت فور تولي الوالي الجديد زمام الأمور كما أدلت لنا سعيدة جرميم . وفي نفس الحي هنالك منازل تعد نسب سقوطها تتفاوت من 40 _70 في العام القادم ،واغلب المنازل الآيلة للسقوط تحتوي في الغالب على اكثر من 15 فردا أو اكتر مما يطرح عدة تساؤلات، هل سيتم انقاذ المدينة العتيقة التي تعد من التراث العالمي والدولي حيث شهدت فترة ازدهار واسع لكنها الأن أصبحت تشد الأيادي عطفا وتذللا لعل القلوب الرحيمة والأنفس الغيورة تحن لما بها، فمن هذه الأزقة البالية خرج الكثيرمن الأطباء والصيادلة والعلماء والمفكرين.. وفي ختام اللقاء ابدت لنا السيدة سعيدة جرميم والتي ضربت لنا مثلا في النضال والكفاح والعمل الجمعوي حيث أبدت لنا رغبتها في لقاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله حيت تمنت أن تلاقيه حتى تحكي له عن أحوال المدينة العتيقة والتي تتمنى أن تطأها الأرجل الكريمة لصاحب الجلالة وتمتد لها أيدي البركة لتنقذها مما هي فيه كي نترك للأجيال القادمة المدينة العتيقة دليلا على حضارة مضت ومرت من هنا .