قبل ثلاثة أيام من انطلاق المهرجان الدولي 17 لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط بتطوان المنظم من 26 مارس الى 02 ابريل 2011 دعا المشاركون في ندوة حول تقييم حصيلة عشر سنوات من العمل الثقافي بمدينة تطوان ، إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم 14 ماي القادم بمناسبة اليوم الوطني للمسرح احتجاجا وتنديدا بالواقع المزري الذي تعيشه الساحة الثقافية بمدينة تطوان. وقبل يوم فقط وقعت بتطوان أكبر جريمة ثقافية في تاريخ المدينة حيث عمدت وزارة الثقافة إلى تحويل اسم قاعة " بيرتوشي " إلى "المكي أمغارة "في سرقة أدبية فريدة من نوعها ينتظر أن يخرج على إثرها مثقفوا وفنانوا المدينة للاحتجاج أمام القاعة وقد أطلقوا لذلك دعوات على موقع فايسبوك . انطلق المهرجان بكل عيوبه الظاهرة والباطنة وبدأت معه موجة من الاحتجاجات السرية والعلنية فماذا ياترى سيقدم المهرجان للمدينة ؟ ومن المستفيد منه في ظل الواقع المرير الذي خرج به مثقفوا المدينة من حصيلتهم العشرية ؟ إحتجاجات شعبية وتلاسن بين الصحافيين أمام باب مسرح " إسبانيول " حيث يقام عادة حفل الافتتاح والاختتام وحيث تفترش الأرض السجاد الأحمر حج المئات من المتظاهرين والمعارضين لإقامة المهرجان من فنانين وصحافيين وحقوقيين وعدد من أسر معتقلي حركة 20 فبراير يحاولون إيصال صوتهم للقنوات العالمية التي عادة تغطي المهرجان في رسالة منهم إلى العالم قصد الالتفات إليهم والى وضعية أبنائهم المتعلقين اللذين يعتبرونهم ضحية فساد السلطات العمومية بالمدينة ، وتعالت الصيحات يقول احد المحتجين " الشعب يموت جوعا نحن أبناء العسكر لا خدمة ولا عمل لنا لقد حاولنا البيع في الشارع العام فمنعونا " ويتعالى الصراخ " عاش الملك ... عاش الملك ....." مع بداية وصول المدعوين تعالت الاحتجاجات و إنخرط بين المحتجين عدد من النشطاء الإعلاميون والمدونون الصحافييون وحملين عدد من " اليافطات " يتهمون من خلالها المنظمين بتبذير المال العام في مهرجان تافه ويحتجون على إقصائهم من شارة الاعتماد الصحافي بالمهرجان و نددوا بتصرفات النقابة الوطنية للصحافة فرع تطوان ، هذا الأمر ذاته اشتكى منه ممثلوا القناة الأولى بالمدينة التي لم تستطيع تغطية المهرجان بسبب عدم توفرها على الأشرطة . ورفع المحتجون عدد من اليافطات كتب عليها : صحافيون بلا قيود والنقابة الوطنية للصحافة الالكترونية وجمعية المدونين المغاربة يطالبون بمحاكمة مدير وموظفي مؤسسة المهرجان وحملت أخرى صحافة تطوان والمجتمع المدني ينددون باسترزاق النقابة الوطنية للصحافة فرع تطوان وسكان بونزال والسحتريين وباقي المداشر التي تحوي المقالع ينددون بالصحافة الوطنية و أخرى تقول ان 6 جرائد ينددون بالنقابة الوطنية للصحافة وتحمل يافطة أخرى حركة 20 فبراير وقناة الجزيرة ينددون ويطالبون بمحاكمة ناهبي المال العام ، غلا أن هذه اليافطات لم ترق فرع النقابة بتطوان الذي سارع الى إصدار بيان يقول فيه " أقدمت بعض العناصر المدسوسة، والمعروفة بانتهازيتها ومتاجرتها بمشاكل الشعب المغربي، على "تقويض" الاحتجاج الرمزي، الذي قام به بعض شبان 20 فراير بتطوان، خلال افتتاح مهرجان تطوان السينمائي. حيث عمدت لرفع شعارات ضد النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بدعوى انهم صحفيين تم إقصائهم، والحال أنهم مجموعة لا علاقة لها بالصحافة، واعتادوا تقديم انفسهم بهذا الأساس " ويضيف البيان " لقد استطاعت هاته المجموعة، ان تضلل الرأي العام والجمهور، من خلال تلك اليافطات الورقية المعروف مصدر تمويلها، بل "استغفلوا" حتى الداعين للوقفة الذين فوجؤوا بأنفسهم يرفعون يافطات، تتهم النقابة ب"الاسترزاق والانتهازية" بل ان منهم من لم يكن يعرف حتى ما يرفعه بين يديه، مما خلق جوا من التوتر بين أعضاء فرع النقابة وبعض المتظاهرين " شيئا فشيئا سيتطور الاحتجاج وسيصل هذه المرة الى أهل الدار عندما أقدم المخرج التطواني المعرف " مصطفى الشعبي " على الاحتجاج منفردا أمام باب سينما " أبيندا " في بادرة تستحق التنويه وطالب برحيل " أحمد حسني مدير المهرجان " من خلال يافطة كبيرة كتب عليها " السينما حقل ديمقراطي 26 سنة في رآسة المهرجان سلوك غير ديمقراطي أحمد حسني ارحل " افتتاح باهت وغيابات وازنة بينما كانت أصوات المحتجين تصدع و تتعالى في الخارج كان الهدوء وبرودة التقديم وغياب الممثلين يخيمون على مقاعد المسرح التي ضلت شاغرة تنتظر من يجلس فيها . غاب معظم المسؤولين عن الافتتاح بما فيهم رئيس المؤسسة ربما لم يستفق الكثير منهم ولم يستوعب مطالب الشارع فظلوا التواري عن الأنظار خوف من الاحتجاج المتنامي ضدهم ، ففيما فضل رئيس المؤسسة " نبيل بنعبد الله " الذي أصبح يترأس حزب التقدم والاشتراكية عدم الحضور الى المهرجان تسأل الكثيرون عن سبب توجيه الدعوات باسمه في إشارة الى منصبه السياسي و ما قد يرسله من إشارات ، من جهته رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الذي رفعت صوره بالشارع العام والمطالبة بمحاكمته والذي تقول عدد من الجهات أنه اكبر مرشح لخلافة " بنعبد الله " على راس المؤسسة فضل عدم الحضور وكلف احد نوابه بالمجلس لإلقاء كلمته والتي كانت مملة وخلقت نوعا من الارتباك داخل القاعة . من جانبه لم يقوى زعيم الإسلاميين الذي يقود الجماعة الحضرية لتطوان على الحضور وكلف " فاطمة الشيخي " أحد ركائز حلفائه بالمجلس لإلقاء كلمته بحفل الافتتاح ، هذا الحفل الذي كان باهتا بجميع المقاييس وطغت عليه الارتجالية والعشوائية ولم يتضمن سوى ثلاث كلمات . وشهد حفل الافتتاح غيابا لافتا للممثلين المغاربة والأجانب الذي برره مدير المهرجان " احمد حسني " بالأوضاع التي يشهدها العالم العربي ، ويضل أكبر غائب عن المهرجان المخرج المصري " خالد يوسف " الذي كانا مقررا ان يكون ضمن لجنة التحكيم للفيلم الطويل و أكد المخرج لعدد من وسائل الإعلام أنه سافر للسعودية حيث يجري أخر الاستعدادات للاحتفال بزواجه ، هذا وندد عدد من الفنانين والممثلين المحليين بإقصائهم من دعوات حضور المهرجان . ويعرف المهرجان تغطية إعلامية باهتة لم تتجاوز ثلاث جرائد وطنية يومية واحدة منها صادرة باللغة العربية والاثنان بالفرنسية وواحدة أسبوعية بالعربية وجريدة واحدة جهوية كشركاء إعلاميين للمهرجان فيما فقد المهرجان قناة الجزيرة الوثائقية التي كانت تمنح الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي بالمهرجان . أخطاء... وتغيرات في البرمجة و تحرش جنسي أخطاء كثيرة ومتعدد منها ما هو لغوي وكتابي وتنظيمي و تقني و.... الخ تلك هي إرتسامات كل متتبع لمهرجان تطوان فمن غياب ندوة تقديم المهرجان إلى تأخر الإشهار إلى الأخطاء التقنية والصوتية بحفل الافتتاح ورداءة المطبوعات وضعف عدد من الأفلام المعروضة إلى التغيير اليومي والمتكرر لعدد من الأفلام التي يحملها البرنامج الذي تم توزيعه ونشره على لوحات كبيرة بساحة المدينة والذي لم تستطع الجهات المنظمة للمهرجان ضبطه مما يزكي فرضية الارتجال والتخبط والعشوائية ، و عبر عدد من المتفرجين عن غصبهم حيال المهرجان ومنظميه بسبب تلك الأخطاء سواء تعلق الأمر بالأفلام المدرجة بالمسابقة الرسمية او العروض الهامشية ، هذا وفسر المنظمون هذه الأخطاء والتغييرات بالظروف الاستثنائية التي يعيشها المهرجان والتي يقول المنظمون أنهم لم يتوصلوا بعدد منها في الوقت المحدد ويزيد المنظمون الأمر تعقيدا حينما يعمدون إلى إلصاق أوراق عادية فوق البرنامج العام و يتعمدون كتابتها بالفرنسية حتى لا يفهما الكثيرون . ومن جهة أخرى إشتكى بعض الفانيين المحليين والمغاربة الشباب من التحرشات الجنسية التي يتلقونها من طرف من يحملون " باتش " صحفي بالمهرجان هذا " الباتش" الذي تقول اللجنة المنظمة أن فرع النقابة الوطنية بالمدينة بالاتفاق مع السلطات المحلية هي من تتحمل مسؤولية إصداره فهل يوجد في صفوف و أجهزة فرع النقابة الوطنية للصحافة بتطوان من هو شاد جنسيا أو مثلي ؟ سؤال ننتظر الإجابة عنه .