دورة بعد أخرى أصبح مهرجان أصوات نسائية، يبتعد عن مدينة تطوان وساكنتها، فإذا كانت الوجوه المشرفة على فقرات المهرجان والشخصيات المدعوة لاعلاقة لها بالمدينة، فإن هاته المرة أصر المنظمون على إهانة الجسم الصحافي بالمدينة، عبر تغييبه، عقابا له لعدم التزمير والتطبيل للمهرجان ولمنظميه. إذ فوجئ الجسم الصحافي بالمدينة، ومن خلاله النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بإقصاء مفضوح، حيث تم استدعاء مراسلين من مدينتي طنجة وشفشاون لمنابر إعلامية لها مكاتب ومراسلين بالمدينة، بدعوى أن مراسلي الصحف بالمدينة دأبوا على انتقاد المهرجان وانتقاد«صاحبته»!! وأمام هذا السلوك، أصدر فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بتطوان بلاغا استنكر فيه إقصاء الصحافيين بمدينة تطوان لحضور أشغال وفقرات المهرجان. وهي عادة، يقول البلاغ، دأبت عليها بعض التنظيمات «الفوقية» التي لا علاقة لها بالمدينة ولا بساكنتها، كما قاطع جميع الصحافيين والمراسلين المعتمدين بمدينة تطوان الندوة الصحافية لرئيسة المهرجان بمعية المطربة اللبنانية نجوى كرم. وحسب بعض المصادر التي حضرت الندوة الصحافية، لازالت رئيسة المهرجان مصرة على عدم الإفصاح عن القيمة المالية لميزانية المهرجان، وإن كانت بعض المصادر المقربة من الجمعية تؤكد أن ميزانية مهرجان أصوات نسائية تفوق المليار سنتيم بكثير. والسؤال الذي يفرض نفسه، في وقت داخل المغرب عهدا جيدا بعد إقرار الدستور الجديد الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة للكل، مسؤولية مرتبطة بتدبير الشأن العام وكذا بتدبير المال العمومي، خصوصا وأن مهرجان أصوات نسائية صرفت عليه أموال طائلة من ميزانية المدينة اقتطعت من جيوب دافعي الضرائب. هو هل ليس من حق الرأي العام الوطني والمحلي بمدينة تطوان معرفة القيمة المالية للمهرجان، بل السؤال الذي لازال يؤرق متتبعي المهرجان هل هو مهرجان مدينة تطوان أم مهرجان وكالة تنمية الأقاليم الشمالية، حيث أصبح جيش عرمرم من أطر وموظفي الوكالة المنتقل إلى مدينة تطوان يشرف على كل كبيرة وصغيرة في المهرجان. بل واصل المتنفذون في الوكالة إلى فرض مرة أخرى التعامل مع نفس الشركات خصوصا منها الشركة المنظمة للمهرجان و شركة الأمن الخاص وشركة الاتصال.. وهاته الشركات بالمناسبة هي التي تنظم مهرجان أليغريا بمدينة شفشاون الذي تهيمن عليه بدورها وكالة تنمية الأقاليم الشمالية. وحسب مصادر مقربة من أعضاء جمعية أصوات نسائية، فإن الخلل الكبير الذي تعاني منه الجمعية هو هيمنة واستفراد رئيسة الجمعية بكل القرارات الإدارية والتنظيمية والفنية وكذا المالية، وأن باقي أفراد الجمعية ليس باستطاعتهم مناقشة رئيسة المهرجان كريمة بنعيش في قراراتها. بل إن «تعاليها» مع الجمعية وأعضائها وصل إلى حد استدعاء جميع أعضاء المكتب لعقد اجتماع بمدينة الرباط، حيث انتقل المكتب برمته من مدينة تطوان إلى غاية مدينة الرباط لقول «آمين... ». وبالعوة إلى البرنامج الفني الذي لم يتوصل به مكتب الجريدة بتطوان، فإنه سيعرف مشاركة مجموعة من الأسماء الفنية الوازنة - باقتراح السيدة الرئيسة طبعا - مثل نجوى كرم ونانسي عجرم والمغنية الهولاندية من أصل مغربي شهرزاد، كما سيتضمن برنامج المهرجان فقرات من الموسيقى الأندلسية وموسيقى النادو البرتغالية من خلال المغنية أمينة علوي والمغنية البرتغالية كاتيا غيريرو، إضافة إلى الفن التشكيلي مع الفنانة مريم بلحاج.