كانت انطلاقة الدورة الأولى " للمة" بواد لو سنة ،2004 مباشرة بعد تولي رئيس جديد مهام تدبير الشأن المحلي بها.. والإعلان عن تنظيم هذا الجمع الثقافي للمنطقة ربط بشعار "الثقافة في خدمة التنمية المحلية". وهو ما حفز فاعلين من كل الأصناف بتبني هذه المقاربة التي هي من ابتكار المرحوم عبد الرحمن بالأحمر، الذي له الفضل الكبير في رسم معالم هذا العرس الثقافي الذي سيكون له إشعاع مميز، ويكرس سنة تقام كل صيف بحضور أسماء وازنة في الفن والثقافة والموسيقى والغناء محليا، جهويا وطنيا ودوليا فيما بعد.. وقد دأبت جمعية مكاد الاجتماعية والثقافية بواد لو بشراكة مع المجلس البلدي لواد لو على الانفتاح الواسع مع كل الأصناف الحياتية المرتبطة بالإنسان، وهو ما عكسته الشعارات المرفوعة خلال كل دورة مما مكن قراءة "اللمة" في بعدها الاجتماعي السوسيوثقافي التنموي، داخل إطار مقاربة بديلة لما كانت تعيشه المنطقة منذ عقود من تهميش في كل شيئ وهو ما استنفر جهود المنظمين والساهرين على "لمة" واد لو للم شمل طاقات غيورة على منطقة بني سعيد، فرسمت لها خريطة طريق رصفت بكل ما يشدها لما هو محلي، بتقاليد وأعراف أهل "البويبلو" الذي لم يبق منحصرا مشدودا منطويا في مفهومه الضيق للكلمة، بل تعدى الحدود الجغرافية ليمتد بين ربوع بني سعيد إلى حدود شفشاون، معرجا على تطوان التي احتضنت "اللمة" في انتظار أن تنفض" العنصرة "عنها الغبار وتلتحق "بماطا" و"موسم سيدي حبيب". وتوالت الدورات، وفي كل سنة كان لابد أن تقحم المنتوجات المحلية التقليدية إلى جانب المحترفات الفنية والتشكيلية، لنسج علاقة الأصالة في سوق مفتوحة تعرض بين ثنايا الشعر، والمسرح والندوات كل المنتوجات اليدوية لأهل واد لو، من خزف وطرز وخياطة في التحام متكامل تتماشى مع شعارها الذي بسطه مدير اللمات السبع، المرحوم عبد الرحمن بالأحمر، "مدخل كل تحول اقتصادي، واجتماعي، وسياسي، واللمة لم تختزلها في الفكر أو الأدب أو الفن، بل أخذتها على أنها أيضا انفتاح على كل أشكال الفعل الإنساني المجسدة في الصناعات والحرف والتربية واللعب، للاستجابة لحاجات كل الفئات العمرية والاجتماعية، ومن ثمة اختارت اللجنة ربط التنمية بالممارسة الثقافية، وجعلتها شعارا لدورات متتالية، وقناعة راسخة أطرت مختلف المشاريع الثقافية، التي تجسدت في ندوات، وموائد، وجلسات فكرية، ومجالس أدبية وشعرية، ومحترفات صناعية وحرفية وتشكيلية، وأمسيات مسرحية وموسيقية وغنائية، ومباريات رياضية وتربوية".. وأضحت اللمة متنفسا جديدا للأهالي كما للزوار الذين وبمجرد حلول أولى تباشير فصل الصيف، حتى يتقاطرون أفواجا على البلدة من كل ربوع المملكة ومن بلدان شتى، مغاربة وأجانب للتمتع بأطياف طبيعية نسجتها الشواطئ الفسيحة والجبال الشامخة وغابات شاسعة تنبعث منها روائح عطرة تجتاح الرقعة صباح مساء.. مشفوعة بأهازيج مختلفة و أصوات قادمة من بعيد ملونة بنفحات عطر فريد.. فجدبت إليها أسماء وازنة في الفكروالثقافة والفن بكل أطيافه والموسيقى العريقة والروحية وغيرها من الفنون الإنسانية.. فحضر ملبيا دعوتها كل عبد الحميد عقار، كويتيصولو، عبد الكريم الطبال، ماجدولين، الريسوني، شبعة، أمينة بوعياش، محمد ضريف، لطيفة رأفت، سعيدة شرف، سعيد موسكير، مجموعة لمشاهب، أوركسترا إدريس الصاحب ،ريف كناوة، مازاغان، المعلم حميد القصري ،جيل الغيوان، الطقطوقة الجبلية ،الفنان عبد السلام الساحلي، جوق السلام ،الفنان عبد السلام الحمري، ،الفنان الحسين بنياز، عبد الهادي بلخياط،الفنانة الكبيرة عائشة تاشنويت، جوق أهلا النسائي التطواني، ناس الغيوان ،فرقة «أون بويز» لموسيقى الراب، فرقة «بنت غرناطة» للموسيقى، الفنانة نهاد برودي في ريبيرتوار من الأغاني العربية والمغربية. فرقة «لارابويز» ،الثنائي الساخر الجبلي والبلدي، الثنائي «الجبلية والبلدية»، جوق السلام و الشاب الحبيطري. الفنان عادل الميلودي، جوق الطقطوقة الجبلية ، حميد القصري مجموعة جيل الغيوان، جيل جيلالة، لمشاهب، جمعية الحلقة للفرجة والتراث، الفرق الموسيقية المراكشية، مجموعة مازاكان، فؤاد الزبادي، الفنانة فاطمة تحيحيت ، مجموعة الشعلة المشاهب، حكواتيي جامع الفنا، مجموعة رازق خالد،إدريس علوش، فاطمة الزهراء بنيس،.. برنابي لوبث غارسيا، عضو لجنة ابن رشد للعلاقات المغربية الإسبانية والشاعر والكاتب صلاح الوديع ،ياسين عدنان ،وفاء العمراني ،محمد الشيخي وعبد اللطيف اللعبي وآخرون.. وتستمر الفرحة والفرجة مع مطلع كل صيف وكل" لمة" وإن كانت هذه السنة قد اختلطت فرحتها بالحزن، وكانت مرغمة في غيابه أن تنطلق الدورة الثامنة باسمه، ليظل حاضرا بعطائه وتطوعه الذي طبع به "اللمة" منذ نشأتها .